من المسجد الكبير حيث أدى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد صلاة العيد، ومن ثم زار نادي ضباط الحرس الوطني ونادي ضباط الشرطة ولواء مبارك المدرع الـ 15، الى المسجد الكبير حيث ألقى خطيبه الدكتور وليد العلي خطبة العيد، خيوط من فجر نسجتها الكويت على شاطئها وبرّها نعماً من أمن وآمان، مستلهمة من «المحنة العصيبة» في تفجير مسجد الإمام الصادق، منحة الأمل بعطاء صادق، جسدته عبارات الخطيب العلي بأن «سمو الأمير هو قلب الكويت الذي وجّه بقية أعضاء جسدها يوم اشتكى (الصادق)، وأن السلطتين كانتا في اجتماعهما (الغانم) وتعاونهما (المبارك) على قدر المسؤولية في الاستجابة للخطر». واحتفلت الكويت أمس بأول أيام عيد الفطر، وأدى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد صلاة العيد في مسجد الدولة الكبير وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وكبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء. وزار سمو الأمير يرافقه سمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء نادي ضباط الحرس الوطني حيث كان في استقبال سموه، سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني ووكيل الحرس الوطني الفريق ركن مهندس هاشم عبدالرزاق الرفاعي وكبار القادة بالحرس الوطني. وتفضل سموه وسمو ولي العهد بالتوقيع على سجل الشرف. كما زار سموه نادي ضباط الشرطة، حيث كان في استقبال سموه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، ووكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد والوكلاء المساعدون في الوزارة. وزار سمو الأمير لواء مبارك المدرع الخامس عشر في منطقة عريفجان، حيث كان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح ورئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد خالد الخضر وكبار قيادات الجيش ووزارة الدفاع. وقد قام سموه بجولة على عدد من الآليات والمدرعات العسكرية في ميدان اللواء 15 وتفضل سموه بالتوقيع على سجل الشرف. وأكد الخطيب العلي في خطبة العيد أن «الاجتماع أمارة الائتلاف، والنِّزاع علامة الاختلاف، ولا مطمع لأحدٍ بتحقيق الأمن بالبلاد إلا بالاجتماع والأُلفة التي تسود العباد». وقال العلي «الكُويْت جسدٌ واحدٌ له فُؤادٌ كبيرٌ وقلبٌ سليمٌ، وهذا القلب قد تجسَّد بصُورة سُمُوِّ الوالد الحكيم، حيث أفاض على أعضاء الجسد بالتَّوجيه والتَّعليم. وكُلُّ قلبٍ يتَّصل فيه عِرْقُ الحياة وهُو الوتين، وهُو مُتمثِّلٌ بشخصيَّة سُمُوِّ وليِّ عهده الأمين، الذي يُفيض بجبلَّته بالرَّحمة والعطف والحنين. فالقلب الكبير رأيتُم سبقه إلى مسرح الجريمة وقد أسبل على خدِّه الدُّمُوع، وعِرْقُ الحياة وهُو الوتين قد تفقَّد الجرحى وهُو ينبض بالسَّكينة والخُشُوع». وأشار العلي الى أن «السلطتين كانتا على قدر المُسؤُوليَّة في الاستجابة لهذا الخطر، فكانا باجتماعهما (الغانم) وتعاونهما (المُبارك) بمنزلة السَّمع والبصر. فعيون رجال الأمن لحمايةِ ورعايةِ هذا الوطن: ساهرةُ اللَّيلِ لا يأخذُها نومٌ ولا يُباغتها وَسَنٌ، قد رصدت بحزمٍ كُلَّ من أسهم في هذه الفتن، فاستحقَّوا جميعاً بسبب هذا الكفاح أن يُتوَّجوا بالوسام ويُقلَّدُوا بالوشاح». وأضاف «لسان الإعلام قد ترجم للعالم أجمع عبر قنواته المسموعة والمرئيَّة بأنَّ مُجتمعنا مُتماسكٌ ولن تخترقه بمشيئة الله تعالى الفتن الطَّائفيَّة، فأعضاء الجسد في أيِّ شكايةٍ مهما عظمت على قدر المسؤُوليَّة. ويد الصِّحَّة على هذا الجرح الغائر خير دليلٍ، حيث بادر الأطبَّاء بتقديم الشِّفاء لكُلِّ عليلٍ، وتفانى المُسعفُون في نقل كُلِّ مُصابٍ وكليلٍ. يا ليْت شعري هل ظنَّ المعُتدي في ظُلمة ليل الغدر على مسجد الصَّادق أنَّ هذا اللَّيل البهيم الحالك سيعقبه بحمد الله تعالى فجر الوحدة الصَّادق؟ أليس الصُّبح بقريبٍ؟ فلو كُنت مُجيباً أيُّها الغادر المُريب؛ لقُلت بلى إنَّ صُبح الكُويْت لقريبٌ. فيا أيُّها المُعتدي الغاشم في شهر رمضان قد أخطأت العُنوان وقد ضللت المكان. فيا باذر الشَّرِّ ليْست تُربة هذه البلدة الطَّيبة محلاً لزرع التَّحزُّب، ويا مَنْ تستقي الفتنة لن يُفرغ بقدحك شيءٌ من ضرع التَّعصُّب. فالكُويْت بحمد الله تعالى قد اعتادت أن تُحيل المحن والبلايا بسبب اعتصامها بربِّها ثُمَّ تمسُّكها بوُحدتها إلى المنح والعطايا».