خضع سوق "القيصرية بالأحساء" منذ افتتاحه قبل نحو 5 سنوات إلى حالة من الترقب ومعها حالة من القلق من قبل المتابعين والمحبين بل والمسؤولين، وذلك بسبب ضعف التسوق فيه، وما سببه ذلك من تأخر فتح الكثير من أصحاب المحلات لمحلاتهم في هذا السوق الذي يحمل رمزية وأهمية كبيرة لا يضاهيها أي سوق آخر في الاحساء أو ربما في الشرقية. أمانة الاحساء لم تقف مكتوفة الأيدي، بل عقد أمينها م. عادل بن محمد الملحم لقاءات عديدة مع أصحاب المحلات استمع فيها إلى مطالبهم، كما استمع من المراقبين عن كل الظروف المحيطة بالسوق والتي يمكن معالجتها وإعادة وهجه الاقتصادي والتجاري والسياحي، فاتخذت الأمانة عدة خطوات مدعومة من معالي وزير الشؤون البلدية والقروية م. عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ تتعلق بمواقف السيارات والإيجارات وغيرها، إضافة إلى أن العمل جارٍ لتطوير كل عناصر منطقة وسط الهفوف التاريخي، فانعكس ذلك بجلاء على تنامي الحركة التجارية والسياحية بشكل بات لافتاً. وقبيل عيد الفطر لهذا العام شهدت القيصرية إقبالاً كبيراً جداً من المتسوقين، كما شهد عودة فتح الكثير من المحلات التي كانت مغلقة لسنوات، وكل من زار القيصرية في الأيام الأخيرة التي سبقت العيد وحجم المتسوقين فيها يشعر بعودة حقيقية للقيصرية تنبئ بعودتها إلى سابق مكانتها. ويشير أصحاب محلات "شارع الحداديد" و"شارع الخباز" الملاصقين للقيصرية من الجهتين الشمالية والجنوبية واللذين يتمتعان بشعبية وسمعة عريقة، يشيرون إلى أن حركة التسوق هذا العام مختلفة لديهم هذا العام، معزين سبب ذلك إلى عودة الحياة بنسبة كبيرة إلى سوق القيصرية. وتشكل منطقة وسط الهفوف التاريخي قلب الأحساء التجاري النابض منذ القدم، فهذه المنطقة التي (ينتظر تسجيلها في اليونيسكو) لما تضمه من مواقع وآثار تاريخية وقيمة متنوعة، تضم مفاصل الاقتصاد في الاحساء، ومن سوق الذهب الرئيسي والذي يضم 150 محلاً للذهب، وسوق السويق، وسوق النساء، ومجمع الفوارس مول، وسوق عمارة السبيعي، وشارع الفوارس التجاري، وشارع الحداديد، وشارع الخباز (المدير )، وكل هذا الزخم والكثافة التجارية تعكس الأهمية الاقتصادية الكبيرة لوسط الهفوف. ولابد هنا من الإشارة إلى جهود الأمانة المتنامي في التطوير الذي يواكب الزمن والمتغيرات، أبقى على جذوة اقتصاد وسط الهفوف متقدة، بل أن الأمين م. عادل يعد بما هو أفضل، وأكد ل(الرياض) إلى أن حزمة كبيرة من العمل لم تبدأ بعد، ولعل إنشاء بلدية تحمل مسمى وسط الهفوف التاريخي يعكس التوجه القادم للأمانة.