حسين عقيل عندما تشعر أنك تعيش في عالم لا يتسع لك، فهذا هو الضيق بعينه!. وكذلك هو ذات الشعور حين تتقوس على نفسك (متقوقعا) في مكانك مكرها وتشعر أنك بحاجة إلى أن تخرق جدران هذا العالم الذي تحبس فيه بين الأقزام وأنت الأطول قامة ولاحيلة لك إلا أن تتقزم لتعيش بهامة يجب أن لا تتجاوز أكتاف أقزام عصرك المنكمش الآفاق! وقد تيأس من إيجاد حل فتسلم بعيشك (المضغوط) كماهو الغاز داخل القنينة! ولربما كان الحل في الأشياء التي تحيط بك وأنت لا تملك إليه سبيلا. وفي اعتقادي أن اختلاف العصر وتطور العقول، والصراع من أجل البقاء كل ذلك يفرض المواكبة والتزامن مع التغيرات بين عناصر العيش وسبل التحول والتكيف!. لذا .. (يجب أن يكون العصر بأبعاد مطاطية تسمح بالتمدد والاتساع كلما ضاقت الحياة وتصلبت عقارب ابتكارات الزمن)!. وسيبقى من بيننا أناس تكفر من اشتغل بالفلسفة وعلوم الكلام!، ويتهمونه بالزندقة أو الخرفنة، وليست تلك (الممانعة) من أجل الزندقة لذاتها كسلوك مرفوض، ولكنها تأتي بهدف الحيلولة دون اتساع مدارك العقل البشري وحتى لا يتغير الحال وننتقل إلى فضاءات أرحب! فهم يخافون الاختناق في فسحة الآفاق! لأنهم في (ضيقهم) قد سجنوا الوجود!. عجبا.. ! لمن يعيش في (قنينة) ملقاة في فلاة!.. ويا ويح من حكم على الجوارح والفكر والحواس بالسجن المؤبد في (جمجمة)!. لذلك أقول دائما: إن بداخلنا عالما هو أكبر من هذا العالم الذي نحبس في ضيقه فضاءات عقل في كل يوم تتسع! فالعقل بما وعى، والقلب بما حوى! وهنا تظهر لنا حقيقة أخرى وهي: أن القلوب أيضا أرحب من هذا العالم الذي نعيش فيه..! ألا ترون أن بهذه الدنيا من المآسي والكروب وأوضار الحياة ما ضاق به المكان واختنق له الزمان وتصلبت دونه عقاربه؟!. وبرغم ذلك تتسع له (صدور البشر) وتقوى على حمله واحتماله!. ولاتزال (قلوبنا) لكل هم تتسع!.