×
محافظة مكة المكرمة

3 مواقع لاحتفالات العيد في الطائف

صورة الخبر

قد يعتقد المرء أن الحرب الأهلية في سوريا لا تحفل بما يكفي من التعقيدات، وأنها لا تضم ما يكفي من الأطراف المتناحرة، وأن تبديل كتف البندقية بات أمراً متوقعاً ومرهقاً. إلا أن التقارير التي ترشح من الأوساط التركية اليوم حول إضافة أبعاد جديدة للصراع، من شأنها أن تربك الكثيرين لعشر سنوات مقبلة. فقد أفادت تقارير صدرت، أخيراً، عن الإعلام التركي بأن حكومة البلاد قد تكون على وشك غزو سوريا على امتداد الحدود التي تصل إلى 70 ميلاً بين البلدين، لتشكل منطقة آمنة بطول 20 ميلاً على أراضيها. وتشكل هذه المسألة مثار تحليلات ونقاشات حادة في أنقرة، يصعب معها تصور حقيقة ما يحدث فعلاً على أرض الواقع. لكن بعيداً عن الجدال المحموم، لماذا قد ترغب تركيا باجتياح سوريا على أي حال؟ لطالما كانت سوريا مصدر تهديد بنشر الفوضى، لكن تركيا أو سواها لم تحشد يوماً الجيوش باتجاه دمشق، علماً بوجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب على أراضي سوريا، ودعم القوى الإقليمية وروسيا وأميركا للمقاتلين بالوكالة هناك. وفي تركيا تحديداً، تبقى مسألة التدخل العسكري في سوريا فكرة غير شائعة شعبياً، حيث يسيطر الخوف الدائم من أن يفضي التدخل إلى ردّ انتقامي وإطلاق يد داعش الإرهابية في تركيا، أو حتى إعادة إشعال فتيل التمرد الكردي الدموي في جنوب شرق البلاد. إلا أن الفرضيات اليوم تشير إلى أن تقدم أكراد سوريا ضد داعش سبب قلقاً في تركيا من أن يطالب أكرادها بقيام دولة أو منطقة مستقلة خاصة بهم، على طول الحدود الجنوبية لتركيا. وحدا ذلك بالحكومة التركية إلى التفكير في التدخل في سوريا. حسناً، قد يكون الأمر كذلك، لكن برأينا، فإن سبب تفكير تركيا في الإقدام على مثل هذه الخطوة يعكس الكثير من المتغيرات في الموقف المحلي والدولي للحكومة التركية حيال مجرى الأحداث في سوريا. فعلى الصعيد المحلي بعثرت محصلة الانتخابات التركية الأخيرة الأوراق السياسية بالكامل. ويصبح تزايد احتمالات التدخل في سوريا، ومع تخوف الأسواق من شبح الحرب، وصولاً حتى إلى إطلاق بضع قذائف على المناطق الكردية، ينمو الشعور بانعدام الأمن القومي في وضعية تخدم قضية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المخذول انتخابياً، والمعرض لفتح ملفاته قضائياً. كما أنها تعزز موقفه القائل بأن الدولة تحتاج قيادة الحزب الواحد وقبضته الحديدية. أضف إلى ذلك أن انتصاراً كبيراً واحداً كفيل بأن يعيد آمال إحداث التغيير الدستوري، وإجراء انتخابات مبكرة. أما على الصعيد الدولي فربما تشعر تركيا اليوم بأن البيت الأبيض بات يفضل حلفاءه الأكراد في سوريا وتركيا، حيث الحكومة التركية غاضبة من بروز التحالف الأميركي مع أكراد سوريا. وهي تسعى عبر التهديد بالتدخل العسكري إلى تغيير السياسة الأميركية التي تعتبرها مضرة بالمصالح التركية. وقد ذكر أردوغان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه يمكن لتركيا أن تؤثر في مسار الحرب على داعش أكثر من الأكراد أنفسهم. إلا أنه لتحقيق مكاسب على الصعيدين القومي والدولي، فليس من الضروري أو من الحكمة الإقدام على غزو سوريا، بل إقناع الأتراك باضطراب الوضع المحتم لحكم الحزب الواحد، والاكتفاء بالتهديد بالغزو لجذب انتباه واشنطن، وإقناعها بتخفيف الدعم عن الأكراد. خط أحمر على الرغم من مرور أربع سنوات على القتال الدموي في سوريا ، تفادت الجيوش الوطنية الدخول على خط الصراع السوري . والسبب الكامن وراء تلك الخطوة واضح، فالحرب الأهلية المعقدة في سوريا مستنقع خطر، ولا يضاهي صعوبة دخول جيش أجنبي البلاد إلا استحالة خروجه منها.