×
محافظة المنطقة الشرقية

الأمير سعود بن نايف يدشن 141 فعالية في احتفالات الشرقية بعيد الفطر

صورة الخبر

نعم لقد حان الوقت لتبديل هاتفكَ المحمول الذي اشتريته قبل 4 أشهر فقد أصبح قديماً، أو ربما أنت بحاجة إلى سيارة من أحدث طراز، فسيارتك موديل 2013 قد أصبحت بالية ولا تليق بمكانتك الاجتماعية، ولا تنسى أنك بحاجة لحقن جسدك بالهرمونات حتى تصبح ذاك الشاب الساحر مفتول العضلات؟! ماذا عنكِ هل تحتاجين إلى عملية تجميل جديدة لشفاهك بعد أن أصبحت وجنتاكِ كالبالون، أوربما أنتِ بحاجة إلى حذاء وملابس وأدوات تجميل وإكسسوارات وعطور ومواد تجعلك أكثر رشاقة ومجلات تعلمكِ كيف تصبحين مقبولة. نحن نعيش اليوم في محيط أمواج هائلة من الهوس بالمكانة الاجتماعية، المادية، الغرور،الأنا والاستهلاك، أصبحت حياتنا محددة ليس بأفكارنا الإبداعية المنتجة ومساهمتنا الاجتماعية ونوايانا الحسنة، بل بمجموعة من الارتباطات الوهمية والسطحية، حيث أصبح نسيج مجتمعنا نفسه يشع بالأوهام المقترنة بتنافس عقيم واستهلاك مجنون وأنواع شتى من الإدمان العصبي المرتبطة غالباً بالجمال الجسدي، والمكانة الاجتماعية والغنى المادي. إن أسلوب الحياة التجاري الجديد الاستهلاك الذي يصفه الاقتصاديون والمؤرخون كأعجوبة في التطور الإنساني والاجتماعي هو في حقيقته نوع من أنواع التخلف، واختلال خفي في منظومة قيمنا، ما يجعلنا مرضى منطوين اجتماعياً في غرور متزايد، غير مبالين بالبيئة من حولنا. فقد بدأت العملية الاستهلاكية في ظل العولمة تأخذ أبعاداً جديدة لم نكن نعهدها من قبل، فلم يعد الأمر يقتصر على مجرد بعض السلع التي يأتي بها المستورد، حيث إنه في ظل الآليات الإعلامية الرهيبة التي تملكها العولمة، وفي ظل التنامي الرهيب لقدرة الشركات المتعددة الجنسيات في النفاذ إلى الأسواق والسيطرة عليها، أصبح الإنسان محاصراً بهالة ضخمة ومتنوعة من الآليات الداعمة لنشر الثقافة الاستهلاكية. فما يقدم اليوم من الصور والإشارات والنصوص المرئية على الشاشات الإلكترونية الدائمة البث، بات يشكل تهديداً لمنظومات القيم وأنماط الحياة، فباتت كثير من الثقافات والشعوب عارية أمام تدفق الرسائل والعلامات التي تحمل معها أبطالاً ورموزاً جديدة تمتلئ بها مخيلة المشاهد بدءاً بعارضات الأزياء ونجوم الكرة، ووصولاً إلى رموز الفن والسينما والأطعمة وأنماط السلوك وموضات الملابس. إن مجتمع الاستهلاك قائم على الزيف وتقديم السلعة في إطار أقرب للمسرحية والتمثيل والخداع، فهو يقدم المجتمع بصورة فرحة مثالية وليس بصورة مجتمع يقوم على قمع واستغلال الناس، ومن تكتيكات هذا المجتمع الخطيرة، أنه يتم اختراع الحاجات حتى قبل أن يتم اختراع المنتجات، فالمنتجون عبر الإعلان والإعلام ووسائل أخرى يوجدون عند الناس قناعة بحاجتهم إلى أشياء معينة لا يحتاجون اليها فعلياً، وهكذا يخلقون الحاجة إلى السلعة ثم ينتجون السلعة ذاتها. هي ثقافة الاستهلاك الشره، الذي لم ولن يشبع أبداً، ليمضي الإنسان حياته كادحاً لاهثاً، خلف منتجات الرأسمالية التي تسحبه خلفها، حتى تخمد آخر أنفاسه.