الدوحة - الراية: في بادرة تعكس دور جامعة قطر في كونها منارة للثقافة والعلم، يواصل طلبة الجامعة دورهم كأئمة وخطباء بمختلف مساجد الدولة خلال شهر رمضان المبارك، ويقدمون نماذج حية للطلاب المثابرين والحريصين على أن لا يقتصر دورهم على الدراسة والتعلم فقط، بل وتطبيق ذلك على أرض الواقع من خلال خدمة دين الله عز وجل وخدمة الوطن. وفي هذا السياق، يقول الطالب أمين الحق إمداد الحق، الطالب بقسم الهندسة الكهربائية: لقد كنت في بادئ أؤم المصلين في صلاة التهجد ليلة السابع والعشرين من رمضان بمسجد المنطقة، وذلك عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، وقد شجعني المصلون في الحي على التقدم للصلاة في بعض الصلوات، وبما أنني كنت قد ختمت القرآن عند سن السادسة، فإنه لن ينتابني أي شعور غريب عند تقدم الناس للصلاة خاصة بعد أن كنت أصلي بهم في قيام الليل، وتمرست على التقدم في الصلاة إضافة إلى انخراطي لدورات عديدة تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتدريب الأئمة والخطباء، وإضافة إلى ذلك فإن للوالد الدور الأساسي في حفظ القرآن والحديث الشريف إضافة إلى تعلم الفقه اللازم للإمام أن يتعلمه للإمامة بالمصلين. وأضاف: لقد كانت دراستي في المعهد الديني بالمرحلتين الإعدادية والثانوية نقطة فارقة في مجال الإمامة وإلقاء الخطب، وقد كان منبر المعهد هو نقطة الانطلاقة نحو نشر الخير والحث على العمل الصالح. واستطرد أمين الحق حديثه عن إلقاء الدروس والمحاضرات قائلاً: اكتسبت الثقة والخبرة الكافية لمواجهة الجمهور في الخطبة من دورات الخطابة في المعهد الديني، بالإضافة إلى ورش المناظرات التي ينظمها مركز مناظرات قطر في مختلف المدارس والتي سنحت المجال لاكتساب المزيد من الخبرات في كيفية التعامل مع الناس وأفكارهم وآرائهم، وبعد انضمامي لجامعة قطر فإنني ما زلت أكتسب المزيد من مهارات الدعوة والخطابة والمناظرة من خلال نادي المناظرات ونادي الهندسة وغيرها من الأندية التي تنظم العديد من الفعاليات الهادفة لتطوير المهارات الدعوية للطالب في جامعة قطر. الشريعة..أساس الحياة وعن تحصيله للعلم الشرعي ودراسته للهندسة أكد أمين الحق قائلاً: لا شك أن العلوم الشرعية هي أساس الحياة المستقيمة، وينبغي على كل مسلم أن ينال من العلم الشرعي ما تستقيم به حياته وعبادته، كما أنه من دواعي الفخر أن يجمع الإنسان بين الحسنيين ليتقدم بالأمة، فطلب العلم الشرعي لا ينافي أبداً التعمق والبحث في المجالات الأخرى كالهندسة والطب وغيرها، فقد كانت الأمة في أوج عزها وقوتها حين استطاعت أن توظف مواردها البشرية والاقتصادية والعسكرية على النحو الصحيح من خلال العلم والمعرفة، ولا يستطيع أي إنسان أن ينكر إسهامات المسلمين في شتى المجالات التطبيقية والنظرية. من جانبه قال الطالب محمد حسن أنصاري من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: لم أتوقع يوماً أن أتحمل هذه المسؤولية العظيمة، ولكن تحفيز أهلي ووالدي عليها جعلني أتقبل الأمر، فقد تخرجت من المعهد الديني ومن ثم انضممت لكلية الشريعة بجامعة قطر، ومع أنني ما زلت طالباً في الجامعة إلا أنني استطعت تحقيق أمنية والدي من خلال ممارستي للإمامة والخطابة في مختلف المساجد بالدولة، وقد بدأت الخطابة من المعهد الديني، ولكنني اليوم أخطب بشكل رسمي في المساجد، وهذه فرصة لي كطالب في الشريعة أن أنشر ما أتعلمه في مقاعد الدراسة بالكلية، كما أنه حافز لي لتقديم المزيد لخدمة الأمة والدين. وبدوره، قال الطالب محمد حسن: نقوم خلال شهر رمضان بإلقاء الدروس الخاصة بأحكام الصيام والصلاة والحث على الجود وصلة الرحم حيث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أجود ما يكون في شهر رمضان، كما أننا نركز في الدروس على توعية الناس بأحكام الاعتكاف وزكاة الفطر وصلاة العيد خلال العشر الأواخر. ومن جهته قال الطالب طارق عبيد الله من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم: بدأت بالإمامة عندما كنت في الصف الأول ثانوي، حينما قرب حلول شهر رمضان المبارك، واقترح علي والدي أن أصلي بالناس في صلاة التراويح، حرصاً منه على توريثنا مهنته المباركة وهي الإمامة، وتربيتنا على أساس الدين، وقد ترددت في البداية من قبول هذه المسؤولية العظيمة، لأن الأمر ليس سهلاً في المرة الأولى، حيث أنني سأكون أمام المئات من المصلين فلا بد من الشجاعة وعدم الارتباك، ويجب التركيز في القراءة، فكل ذلك يجب أن تتوفر في شخصية الإمام، لكن شاء الله أن أبدأ بالصلاة في اليوم الأول بارتباك شديد، ومع الاستمرار ذهب الخوف من قلبي، ومن ثم اعطتني الإمامة دفعة إيجابية في الوقوف أمام الناس. وعن أهم المسؤوليات التي يتولاها الإمام قال طارق عبيد الله: للإمام أنشطة خاصة وفريدة عن باقي المصلين، فهو كونه حافظاً للقرآن يحاول الإكثار من ختم القرآن مع التدبر، والتهجد في الليل، كما أن بعض الأئمة يقومون بإلقاء محاضرات ودروس للمصلين عن روحيات رمضان وفضائله وأحكامه، وتشكيل حلقات قرآنية لمن لا يجيدون قراءة القرآن في محاولة لتصحيح قراءتهم. وأضاف: إننا في هذا العصر نحتاج إلى الإعلامي الواعي بدينه، والمتسلح بالعلوم الشرعية، لينير دروب المسلمين من خلال الوسائل الإعلامية، ولا يكون ذلك إلا من خلال وجود إعلاميين يجمعون بين العلوم الشرعية والمهارات الإعلامية المطلوبة في عصر التكنولوجيا والرقميات، كما أنني أطمح لأكون عنصراً فعالاً في المستقبل في مجال الدعوة بشكل مبتكر من خلال الإعلام.