عواصم - وكالات - نقلت صحيفة «شرق» الإيرانية أمس عن مسؤول كبير في قطاع النفط قوله إن من المقرر أن تزيد شركة النفط الوطنية الإيرانية الإنتاج في جميع الحقول هذا العام. وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤول ان الشركة يمكنها الوصول إلى طاقتها الإنتاجية التي كانت عليها قبل العقوبات والبالغة أربعة ملايين برميل يوميا إذا كان هناك طلب كاف في السوق. في هذه الأثناء، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 94 سنتا في تداولات أول من أمس، ليبلغ 53.77 دولار للبرميل مقابل 54.71 دولار في تداولات الإثنين. في المقابل، سجلت أسعار النفط في آسيا ارتفاعا على الرغم من الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني الذين يمهد لعودة الخام هذا البلد الى الاسواق المتخمة اصلا، اذ ان الوسطاء يتوقعون ان يستغرق ذلك بعض الوقت. وسجل سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم أغسطس الذي انخفض بشكل واضح منذ مطلع الشهر، ارتفاعا قدره 26 سنتا ليبلغ 53.29 دولار وذلك بعدما كسب 84 سنتاً الثلاثاء في نيويورك. أما برميل البرنت نفط بحر الشمال تسليم أغسطس ايضا فقد ربح عشرة سنتات ليبلغ سعره 58.61 دولار. وكان قد ارتفع 66 سنتا الثلاثاء في لندن. ورغم التوصل إلى اتفاق إيران النووي ارتفعت أسعار النفط على اعتبار أن المستثمرين يدركون أن طهران تحتاج بعض الوقت لزيادة الانتاج لكن زيادة صادراتها في نهاية المطاف ستزيد من تخمة أسواق لديها ما يكفي من المعروض بالفعل. وقال ريتشارد نيفيو مدير برنامج الإدارة الاقتصادية والعقوبات وأسواق الطاقة في المركز الأميركي لسياسات الطاقة العالمية «لن يتدفق النفط الجديد من ايران حتى 2016 وربما يكون أقل من توقعات المتفائلين». وأضاف «أتوقع أن يدخل ما بين 300 ألف و500 ألف برميل من النفط السوق خلال 6 أشهر إلى 12 شهرا من تنفيذ الاتفاق». ويمكن لإيران بعد رفع العقوبات تصدير نفطها بحرية من جديد، وهو ما يثير قلق الوسطاء في سوق الذهب الاسود حيث يبلغ فائض العرض حاليا بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا. لكن المحللين يرون ان الامر يحتاج الى اشهر لتظهر آثار رفع العقوبات على صادرات النفط الخام الايراني، مشيرين الى قدم بعض المنشآت النفطية ومهل تطبيق الاتفاق النووي. من جهتها، قالت مجموعة «بلاتس» للمعلومات حول الطاقة ان «العقوبات الاقتصادية والنفطية ضد ايران سترفع بعد اتفاق 14 يوليو حول برنامجها النووي لكن السوق لن يتلقى مزيدا من الخام فورا». لكن في حال رفع العقوبات، يشكك المراقبون النفطيون في قدرة ايران على انتاج مليون برميل اضافي يوميا في الاشهر التي ستلي هذه الاجراءات، كما اعلنت في يونيو. اما الخبراء في وكالة التصنيف المالي فيتش الذي يقدرون حجم الصادرات الحالية للجمهورية الاسلامية بـ 1.1 مليون برميل يوميا مقابل 2.5 مليون برميل قبل 2012، فيرون ان الانتاج الايراني لن يكون قادرا على تجاوز الـ 700 الف برميل العام المقبل «ويحتاج الى سنوات للعودة الى المستويات السابقة».