على مدار سنوات مضت، أبهرالعداء الجامايكي الشهير أوسين بولت العالم كله بأدائه الرائع وأرقامه القياسية في سباقات المسافات القصيرة ببطولات العالم لألعاب القوى ودورات الألعاب الأولمبية. وبدا أن الروح المعنوية والإصرار والحماس هي أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها بولت إلى جانب تمتعه بالإمكانيات البدنية التي تساعده على تحقيق هدفه. والآن، وفي الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون ألا يكون بريق بولت بنفس القدر في بطولة العالم لألعاب القوى هذا العام وفي دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو العام المقبل، يبدو أن الأنظار ستتجه بقوة إلى هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 11 ألف كم مربع فقط ولا يتجاوز تعدادها السكاني ثلاثة ملايين نسمة ولكنها هذه المرة من خلال ملاعب الساحرة المستديرة. وعلى مدار أسابيع قليلة، جذب المنتخب الجامايكي لكرة القدم اهتمام كثيرين من خلال أدائه الحماسي في بطولتين متعاقبتين هما كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في تشيلي والكأس الذهبية لأمم اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) المقامة حاليا في الولايات المتحدة وكندا. ورغم هزائمه الثلاث المتتالية في مبارياته بالدور الأول لكوبا أمريكا، اكتسب المنتخب الجامايكي احترام المتابعين للبطولة، حيث كانت خسائره الثلاث بأقل نتيجة ممكنة وهي صفر - 1 . وكشف المنتخب الجامايكي عن مدى استفادته من هذه الخبرة من خلال مشاركته الحالية في الكأس الذهبية، حيث استهل الفريق مسيرته في البطولة بالتعادل الثمين 2 - 2 مع نظيره الكوستاريكي ، وبعدها حقق المنتخب الجامايكي أول فوز لمنتخبات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة الحالية، وتغلب على نظيره الكندي 1 - صفر، لينفرد بصدارة المجموعة برصيد أربع نقاط مقابل نقطتين لكل من كوستاريكا والسلفادور ونقطة واحدة لكندا. ومثلما اتسمت تصريحات المدرب الألماني وينفريد شايفر المدير الفني للفريق باللعب على الوتر المعنوي خلال مشاركته في كوبا أمريكا، أكد مجدداً أن نجاح فريقه في البطولة الحالية يرجع إلى الروح المعنوية العالية لدى اللاعبين وإصرارهم على تقديم شيء في هذه البطولة. وكان الرهان الأساسي لشايفر على اللياقة البدنية العالية للاعبيه والحماس والإصرار وهو ما أتى ثماره في الكأس الذهبية ، حيث تغلب الفريق على هزائمه الثلاث في كوبا أمريكا وبات قريباً من دور الثمانية في الكأس الذهبية. وقال شايفر، معنوياتنا رائعة.. الروح المعنوية للفريق مثيرة وهو ما نحتاجه في جامايكا. فريقنا ليس مثل المنتخب الأرجنتيني أو الألماني. ولهذا، نحتاج فريقاً قوياً.. ليس لدينا لاعب مثل ليونيل ميسي الذي يمكنه بمفرده تغيير مباراة. يمكننا تحقيق الفوز عندما يكون لدينا روح معنوية قوية في الفريق. ورغم هذا، لم يتردد شايفر في الكشف عن المشكلة الحقيقية التي تواجه فريقه وهي الفعالية على مرمى المنافسين وأشار إلى أن فريقه سدد 21 كرة خلال المباراة أمام كندا وكان منها 11 على حيز المرمى ولكنه لم يسجل سوى هدف واحد أحرزه رودولف أوستن في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة.