إذا ما تغلب المنتخب السعودي على نظيره العراقي غدا في الدمام أو تعادل، فإنه سيصبح الفريق الوحيد الذي يعلن تأهله إلى نهائيات أستراليا قبل جولتين من الختام، وقد يفعل المنتخب الإماراتي الشيء ذاته إن فاز على ضيفه هونج كونج في اليوم ذاته. .. وحتى لو خسر الأخضر مباراتيه المقبلتين أمام العراق والصين، فإن تأهله سيكون مضمونا حينما يستضيف إندونيسيا في الرياض شباط (فبراير) المقبل. ورغم أن التصفيات يغيب عنها كبير القارة اليابان والوحش الأسترالي، والكوري الجنوبي، المتأهلون تلقائيا للنهائيات، إلا أن مجموعة الأخضر كانت الأقوى والأصعب، وهي التي ضمت بطلين سابقين، ومنافسا قويا دائما في مناسبات القارة، وربما تكون هي المجموعة التي يصل ثالثها إلى النهائيات كأفضل ثالث في المجموعات الخمس. العطاء المتوازن الذي أحدثه الإسباني لوبيز في مباريات الأخضر، حقق الأهم وهو جمع النقاط وبلوغ النهائيات، سجل ستة أهداف في ثلاث مباريات، وقَبِل هدفين، وهي نسبة جيدة تؤكد أن الفريق انتهج التوازن في عروضه خلال المباريات الثلاث الماضية وسعى لكسب الأهم. وبخلاف دقائق في شوطين متوزعين أمام الصين وإندونيسيا، فإن العروض الخضراء افتقدت المتعة، ولم تشبع نهم أنصاره العطاشى لأخضر معشب يسيل فيه نهر المهارة والمتعة كما كان في أيامه الخوالي. لوبيز الرجل الحماسي الذي يتحدث كثيرا حين تلتقيه وتجلس إليه، يعرف تفاصيل الكرة السعودية جيدا، بل إنه زار ملاعب في أنحاء البلاد لم يزرها أي رئيس اتحاد سعودي سابق أو حالٍ، تشرب الثقافة السعودية جيدا، وسبر أغوار المجتمع، مستفيدا من منصبه السابق مشرفا على المنتخبات السنية، ويملك الإسباني ذو الملامح الخجولة سجلات كاملة عن لاعبي الكرة في البلاد. رغم ما فعله لوبيز وفريقه الأخضر حتى الآن في التصفيات، إلا أنه لا يلقى رضا تاما في الشارع الرياضي، والأسباب متعددة، فريق يريد أن يحقق لوبيز رغباته وميوله في الاستدعاءات والمشاركات ولا يهمه ما يأتي بعد ذلك، الأهم انتصاره للذات، فريق يريد من لوبيز أن يعيد أخضر الثمانينيات والتسعينيات في لمحة عين، وفريق واقعي صامت ينتظر نهاية المسار، وفريق رابع متذمر دائم "يخاصم دبان وجهه"، لا تعرف ماذا يريد، وليس في قاموسه النظر إلى الإيجابيات، والأخضر ولوبيزه تموج به كل هذه العواصف فلا يعرف مستقرا. ليس في سجل لوبيز التدريبي من النجاحات ما يغري بالتعاقد معه، وحينما أتى إلى سدة الإدارة الفنية الخضراء، كانت التوقعات أن يكون مدربا عابرا مؤقتا، لكنه استمر يحقق الانتصارات ويقاتل على كل الجبهات المحلية والخارجية، قلت له مرة: الإسبان أهلك وعشيرتك لا يعرفونك جيدا فكيف بالسعوديين؟، قال وعينان تتقدان: لدي حلم، وسأنجح.