اقتربت إيران والقوى الست الكبرى من إبرام اتفاق تاريخي سيخفف العقوبات على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، لكن مفاوضاً إيرانياً قال إنه لا يستطيع ضمان أن يكون الاتفاق وشيكاً. وقال البيت الأبيض إنه تم إحراز تقدم حقيقي في محادثات إيران لكنه أضاف أن نقاطاً صعبة ما تزال عالقة. أضاف أن الوفد الأمريكي المفاوض باق في فيينا ما دامت المحادثات مفيدة. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله في فيينا لا يمكنني التعهد بما إذا كان يمكن حل القضايا المتبقية الليلة أو مساء غد. بعض القضايا مازالت لم تحل بعد وحتى يجري حلها لا يمكننا القول إنه تم التوصل لاتفاق. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس إنه مستعد لمواصلة المحادثات النووية مع القوى الكبرى طالما لزم الأمر وذلك قبل ساعات من انقضاء مهلة أخرى لإنهاء النزاع المستمر منذ 12 عاماً. وقال دبلوماسيون مقربون من المحادثات إنه ستكون هناك خطط طوارئ لمراسم الإعلان إذا أبرم المفاوضون الاتفاق. وفي طهران استعد الشعب والزعماء للاحتفال بحدوث انفراجة بشأن المفاوضات. وجرى إبلاغ الصحفيين في طهران بالاستعداد لسماع خطاب للرئيس حسن روحاني في حال حدوث انفراجة، بينما ذكرت الشرطة أنها ستلغي حظرها لاحتفالات الشوارع من أجل الاحتفال بالاتفاق الذي سيتم بمقتضاه رفع العقوبات المفروضة على إيران تدريجياً مقابل وضع قيود طويلة المدى على برنامجها النووي. قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده والدول الست الكبرى لن تصدر إعلاناً نهائياً بشأن مفاوضاتهم النووية قبل اليوم الثلاثاء. وشدد وزير الخارجية الصيني واني يي على أنه يجب ألا يكون هناك المزيد من التأجيلات، وذلك عندما وصل للانضمام إلى نظرائه في المرحلة الأخيرة من المحادثات الماراثونية في فيينا. من جهته أقر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بروكسل بأن المفاوضات تسارعت وأن التوصل إلى اتفاق لم يعد بعيداً. لكن كونه ليس بعيداً ليس معناه أننا وصلنا إلى مبتغانا. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن الاتفاق النووي الذي اقتربت إيران والدول الكبرى من إعلان التوصل إليه في فيينا سيكون اتفاقاً سيئاً، وأضاف أن إسرائيل ستستمر بعد ذلك في التهيؤ للدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية. بدوره وصف رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتصوغ الاتفاق النووي بالسيئ، لأنه سيجعل إيران دولة عتبة نووية وسيؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة. وفي حال التوصل إلى اتفاق، فإن معركة جديدة قد يخوضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الكونغرس، إلا أن كيلسي دافنبورت من مؤسسة رابطة الحد من الأسلحة اعتبرت أنه في حال تقدمت الإدارة الأمريكية باتفاق جيد يمنع إيران من حيازة السلاح النووي مع فرض رقابة شديدة، فمن المفترض أن يحظى بدعم كاف في الكونغرس لضمان تنفيذه. (وكالات)