الجميع من دون استثناء يحاول جاهداً أن يُخرج الزكاة في وقتها ويتصدق من ماله عملاً بالحديث الشريف «ما نقص مال من صدقة»، والجميع يحرص على أن تذهب صدقته لمستحقيها. منذ سنوات ونحن نلاحظ شخصاً من فئة غير محددي الجنسية يأتي إلينا وملامحه تشير إلى انه فقير «حده» يشتكي من مرض وعجز عن توفير لقمة العيش لأبنائه، وفي العام الماضي زاد وضعه قسوة مع مرض زوجته... الله يشفيه ويشفيها وزد على ذلك شكواه من عدم وجود سكن لأسرته. الحاصل أن هذا الشخص قبل عام تقريباً حاولنا أن نساعده في إيجاد وظيفة لابنه وبعد أن تحصلنا له عليها عبر أحد المحسنين تفاجأت برفض هذا الشخص لهذه الوظيفة، ومنذ تلك اللحظة والشك يراودني حول وضعه لكن لا دليل لديّ. وقبل أيام بعد بداية العشر الأواخر بلغنا خبر القبض عليه من قبل رجال المباحث حيث وجد في حسابه البنكي قرابة النصف مليون دينار كويتي. لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون... فكيف يقبل ابن آدم التظاهر بالفقر واستغلال طيبة أهل الكويت وتحديداً في المنطقة العاشرة لكسب أموال الزكاة والصدقات وهو لا يستحقها. متسوّل الصباحية... والنصف مليون دينار التي وجدت بحسابه البنكي تفتح الطريق لكتابة هذا المقال ناصحين أحبتنا من رجال المباحث للبحث عن متسولين آخرين ليس في الصباحية وحسب بل في مناطق الكويت الآخرى، واللجان كذلك للتأكد من أن الزكاة وأموال الصدقات تذهب لمستحقيها الفعليين. لا أعلم عن مصير متسول الصباحية لكن اكتشاف الأمر بحد ذاته دفع المزكين والمتصدقين إلى أخذ الحيطة في البحث وتحري الدقة عن وضع المستقبل للزكاة والصدقة. إننا أمام تحدٍ عظيم... فقد تجاوز الفساد الكبار إلى فئة أفراد جردت عقولهم من مفاهيم الإسلام الحقيقية. نريد حملة توعوية من خلال وزارتي الإعلام والشباب والأوقاف أيضا تهدف إلى تنوير المجتمع كي تذهب أموال المحسنين عبر القنوات السليمة. يا حبذا لو قامت الدولة بوضع موقع إلكتروني خاص بإخراج الزكاة والصدقات يساعد المحسنين في البحث عن وضع شخص ما للتأكد من أنه بالفعل مستحق للصدقة أو الزكاة ولا أعلم عن الطريقة المثلى والحكومة «أبخص» في هذا المجال ونحن نوجهها هنا كنصيحة. أي متسول يفترض أن تتم محاسبته بشكل فوري كي لا ينتشر هذا المرض بين فئات الباحثين عن الثراء عبر التظاهر بالفقر و«التمسكن»! نحن شعب مسلم بالفطرة وبحاجة إلى مَن يرشدنا إلى السبل التي يفترض اتباعها عند إخراج أموال الزكاة والصدقات كي لا تصل الأموال إلى غيرمستحقيها وننعم بمجتمع متكافل يحسّن حال الفقير لمواجهة متطلبات الحياة. إنها مآساة حلت وعلينا مواجهتها حكومة وشعباً فأي متسول أو فاسد يبحث عن الثراء السريع بطرق غير قانونية وغير إنسانية يجب أن يتم نفيه عن البلاد لخلق مجتمع متكافل تذهب أموال محسنيه إلى الفقراء الفعليين... والله المستعان! terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi