أكد المستشار البيئي رئيس جمعية البحرين للبيئة الدكتور شبر ابراهيم الوداعي على الاهمية اﻻستراايجية، التاريخية واﻻقتصادية والمعيشية والبيئية للهيرات مشيراً الى انها تشكل السلة الغذائية للاجيال القادمة ومعلما تراثيا وحضاريا ذو قيمة وطنية واجتماعية تجسد الحراك الاقتصادي والمعيشي لمجتمع البحرين في مرحلة مهمة من تاريخ تطوره الحضاري، وقال ان تلك اﻻهمية تؤكد على ضرورة الحرص في تبني استراتيجية وطنية ترتكز في محاورها على الجوانب البيئية والقانونية والادارية واﻻجرائية والفنية لصون النظام البيئي للهيرات لضمان بقائها كإرث انساني وثروة وطنية للاجيال القادمة، جاء ذلك في كلمة تقديمه لندوة الهيرات ثروتنا الوطنية التي جرى تنظيمها مساء الاحد 11 يوليو/تموز 2015 في نادي باربار الثقافي والرياضي ضمن برنامج ملتقى الحوار الرمضاني الثاني الذي يشكل تتويجا لباكورة اﻻنشطة الثقافية واﻻجتماعية احياء لهويته التاريخية. يُنظم برنامج الملتقى تحت رعاية اﻻستاذ الدكتور عبدالله يوسف الحواج العضو المنتدب للأكاديمية العربية للخدمات التعليمية والبحوث وشارك في فعاليات الندوة المنسق اﻻقليمي لكفاءة الموارد في المكتب الاقليمي لغرب آسيا لبرنامج اﻻمم المتحدة للبيئة المهندس فريد اسماعيل بوشهري ومختصين من جمعية البحرين للبيئة وممثلين من جماعة الشباب العربي للمناخ وجمعية الصيادين وفريق من جوالة نادي المالكية وبمشاركة اعضاء النادي والمجتمع المحلي في باربار، وقدم ورقة العمل الرئيسة عضو جمعية البحرين للبيئة الباحث البيئي خليل عدنان الوداعي بين في سياق عرضه المكون البيئي للهيرات والاهمية البيئية للمحار المتمثلة في تنقية المياه والرواسب مشيرا الى انها تعتبر ملاذا لبعض الديدان وبيئة للاسماك لتضع بيوضها وتناول المحاضر تصنيف المحار وتركيبه وطريقة غذائه وتكاثره والعوامل البيئية المؤثرة في استدامته، وتحدث عن الزمن البيولوجي لتكون حوض الخليج العربي واثر ذلك على التنوع الاحيائي مشيرا الى أن حوض الخليج العربي منطقة مُتعبة للكائنات الحية، كما تطرقت للظروف البيئية للهيرات وتأثير الانسان الايجابي والسلبي عليها، وبين في سياق ذلك واقع الضغوطات البشرية واثرها على البيئة البحرية والنظام البيئي للهيرات وحددها في التلوث النفطي ومياه التبريد ومياه الصرف الصحي مبياً بالصور تاثير الدفان على بيئة الشعاب المرجانية والآثار السلبية للصيد الجائر باستخدام وسيلة الصيد المعروفة محليا "بالكراف" والتي تجرف كل ما هو متواجد في البيئة البحرية. واستعرض في سياق العرض اهم الدراسات التي جرى انجازها والدراسات الجاري تنفيذها، وعرض بشكل تفصيلي المرحلة الأولى لمشروع مسح مراقد اللؤلؤ ( الهيرات) بمياه الخليج العربي التي جرى تنفيدها في المياه الاقليمية لمملكة البحرين في الفترة من 20 يونيو 5 يوليو 2004م ونفذتها جوالة نادي المالكية بمشاركة الكوادر المختصة في جمعية البحرين للبيئة، وعرض المحاضر مخطط لمسار الرحلة ويُبين المخطط نقطة الانطلاق من فرضة المنامة سابقا باتجاه هير الميانة وهير بوعمامة وهير بولثامة وبوية بولثامة وهير شتية ونقطة العودة الى فرضة المنامة، وبينت الدراسة الى أن هير شتية يتميز بقاعه الصخري وعمقه الذي يتراوح ما بين 13 الى 14 متر وتمثل الطحالب نسبة90% من القاع ويمثل محار اللؤلؤ نسبة 25% من القاع وتمثل قنافذ البحر نسبة 80%, بينما يمثل المرجان المخي نسبة 70% , وحيوان الإسفنج حوالي 10% والأسماك قليلة وتكاد تكون معدومة وتوجد سفن صيد. وهير الميانة يتميز بقاع صخري مغطى بطبقة من الرمل حوالي 2 سم وعمق القاع من 5 الى 15 متر ونسبة الملوحة حوالي 40% وتغطي الطحالب القاع بنسبة 50% وكذلك المحار فهو يغطيه بنسبة 50% ايضا وتتواجد القنافذ البحرية في بيئاته ويمتاز محار الميانة بنظافته من المفترسين ,وهو نظيف للغاية و عليه رمال ناعمة و قليل العدد. وهير بوعمامة يتميز بقاعه الصخري الذي يبلغ من العمق 14.3 متر والملوحة فيه حوالي 40 جزء من الالف , اما الحموضة و القلوية فهي 8.2 و كمية الاكسجين تساوي 7 ويغطي القاع محار كثير ميت, اما النباتات فتبلغ نسبتها حوالي 70 %, كما يتواجد حيوان قنفذ البحر واسماك الكنعد. وهير بولثامة يتميز بقاع صخري, و عمق 20 متر, و ملوحة تصل الى 40 جزء من الالف, اما الحموضة والقلوية فتبلغ 8.2 وتغطي الحشائش حوالي 30 % ويغطي محار اللؤلؤ نسبة 20 % وتوجد كميات كبيرة من حيوان الاسفنج تصل الى 10 % و الخالوف 5% و شقائق النعمان بنسبة 3% وتكثر في هذه المنطقة اسماك الشعري ويتواجد حيوان القلم بنسبة 5% ويوجد حيوان الخالوف، واشار في ختام المحاضر الى المخارج والتوصيات التي خلصت اليها الدراسات وأكدت على ضرورة استمرارية الرصد والمتابعه للتغيرات في البيئة البحرية. وقدم نائب رئيس جمعية البحرين للبيئة سعيد منصور مداخلة في الندوة أشار الى التوجه الاستراتيجي للجمعية في التركيز على الاهمية البيئية للهيرات ومواصلت العمل لانجاز الدراسات العلمية الموجهة في دراسة الواقع البيئي للهيرات وتشخيص الاتجاهات المنهجية لبناء خطة تنفيذية تحدد الاحراءات القانونية والادارية والرقابية والتوعية وبناء السلوك الاجتماعي لانجاز اهداف صون النظام البيئي للهيرات وذلك في سياق التعاون المشترك مع المجلس الاعلى للبيئة وادارة الثروة السمكية في وزارة البلديات والتخطيط العمرائي وبالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص المهتمة بالشأن البيئي، وفي ختام الندوة قدم عدد من الحضور مشاركاتهم اشادوا بجهود جمعية البحرين للبيئة وبتبني نادي باربار الثقافي والرياضي تنظيم الندوات المختصة في الشأن البيئي والذي يعتبر مساهمة عملية في جهود انجاز أهداف التنمية المستدامة. وقدم الرئيس السابق لنادي باربار حسن عبدالله الشويخ بحضور امين السر العام للنادي الدكتور فيصل الشويخ ورئيس اللجنة الثقافي ابراهيم الغانم درعاً تذكرايا الى جمعية البحرين للبيئة تقديراً على المشاركة القيمة في انجاز اهداف الندوة.