أبرمت هيئة السياحة برنامجًا تعريفيًّا اسمه (عيش السعودية)، بالشراكة مع أرامكو، ووزارة التعليم، والرئاسة العامة لرعاية الشباب. يهدف البرنامج إلى تنشيط السياحة الداخلية. الحق يُقال أولاً إن مجهودات سمو الأمير المثقف سلطان بن سلمان وجهاز السياحة محمودة وسبّاقة، وأنجزت في التراث بالذات، ولكن هيئة السياحة تسير في واقع داخل الطموح وخارج السيطرة! حضرت ضيفًا قبل عدة أشهر أنا وزملاء إعلاميون لأحد مؤتمرات هيئة السياحة بعسير، واطّلعنا (على شغل خرائط) كمجسمات المشروعات الحلوة، بينما واقعها صحارى وعرفج! عشت شغل الخرائط حين عجزت بعطلة منتصف العام بجدة عن وجود شقة محترمة بمبلغ مقنن سياحيًّا، فاستأجرت شقة متواضعة بلا خدمات بـ٨٥٠ ريالاً، بينما بغير المواسم لا تتجاوز ١٥٠ ريالاً، والآن بشهر رمضان حيث السياحة الدينية بمكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومدينة جدة. ما هي ضوابط الخدمة والأسعار للفنادق والشقق المفروشة؟ كل شيء في هذه الفترة مستعر، ومجنون، وبلا رقابة أو نظام أو انتظام! وكثير ما طرحت هذه المشكلة دون حلول من ورش عمل السياحة. هناك فجوة واضحة بين تقدمية السياحة كجهاز وكادر مؤهل، وبين قسوة الواقع الذي لن يلين، للاتفاقيات والتوصيات، هناك قرارات ينتظرها المستهلك، توحيد وجودة خدمات الشقق والفنادق، والكثير من منتجات السياحة، وهذه يلزمها خدمات أجهزة أخرى. السعوديون سافروا برًّا وبحرًا وجوًّا، وساحوا في بلدان عديدة، ويعرفون الفرق جيدًا في السعر والمنتج، وسيعيشون في وطنهم لكن بخدمة جيدة وتكلفة أقل، عدا ذلك (الشغلة) صحارى وعرفج!! Twitter:@9abdullah1418 Asalgrni@gmail.com