كان طريفا تصريح السفير الإثيوبي المنشور في صحيفة الشرق يوم الثلاثاء عن تأسيس لجنة من كبار السن والشيوخ للقيام بعملية مناصحة للمقيمين من الجالية الإثيوبية هدفها الحد من انتشار الجريمة وحث الإثيوبيين على اتباع الأنظمة وعدم تجاوزها. سعادة السفير يستخدم مصطلحنا الذي وظفناه لمحاولة إعادة أبنائنا إلى جادة الصواب بعد أن وصلوا حد تدمير وطنهم، نود أن نقول له بأن هذه الفكرة لن تنجح سواء كانت اللجنة سعودية أو مستقدمة من إثيوبيا، ونود أن يسمح لنا بالقول إن الفكرة غير مقبولة لدينا كمجتمع لأن النظام هو الفيصل والحكم، خصوصا في مثل الظروف الراهنة، وبعد الأحداث المؤسفة التي شكلت تعديا صارخا على أمن المجتمع وسيادة الدولة، وهذا الكلام ينطبق على أي جالية أخرى تتجاوز الخطوط الحمراء، دون استثناء. وقبل أن نلوم الآخرين يجب أن نلوم أنفسنا، فلولا تساهلنا وتواطؤ الكثير منا وتأخرنا في إصدار الأنظمة الصارمة لما وصل الحال إلى ما وصل إليه، ولما وجدت هذه التجمعات الهائلة من جنسيات مختلفة بشكل غير قانوني، واعتبرت وجودها طبيعيا، وجاهرت بسلوكياتها المخلة، ولازالت تعتقد أنه يمكنها البقاء على أوضاعها، ولما اعتقد سعادة السفير أن المناصحة ستحد من انتشار الجريمة واتباع الأنظمة!! ويجب أن نسأل أنفسنا كيف دخلت مئات الآلاف متسللة إلى المملكة، وكيف تمكنت من إقامة تجمعات سكنية لفترة طويلة، وكيف تتجول في شوارعنا بكل ثقة، وكيف وصلت بها الجرأة إلى مواجهة المواطنين وأجهزة الدولة عندما أرادت تطبيق النظام بعد أن اختلت الديموغرافيا وارتبك الأمن؟؟ كيف تولدت القناعة لدى الوافد أنه يستطيع الهروب من كفيله إلى أي مكان يشاء ويعيش عشرات السنين دون خوف؟ كيف يغادر آلاف المتسللين حدودنا بعد القبض عليهم ويعود أكثرهم في اليوم التالي؟ كما لا يجب أن يكون هناك حرج في القول إن كثيرين شاركوا في إنتاج هذا الوضع الشاذ الخطير، بعض ضعاف النفوس من موظفي أجهزة الدولة، مواطنون ينقلون ويتسترون ويحمون، موظفون يتلاعبون بالأنظمة ويتجاوزونها، مستفيدون من الإتاوات على حساب أمن المجتمع. إنها منظومة يجب أن تحاسب حسابا عسيرا أشد من محاسبة المخالفين، وإلا فإنهم سيعيدون إنتاج الوضع مرة أخرى. إن المجتمع سوف يحترم من يحترم أنظمة البلد والمجتمع الذي استقبله، سيعيش كريما طالما التزم بذلك، أما البلطجية الذين يحدثون الفوضى رغم وضعهم غير القانوني فمناصحتهم تتم بقوة الأنظمة الحازمة، ولا شيء غير ذلك.