وقع مشاركون في الحوار السياسي الليبي في منتجع الصخيرات بالمغرب الليلة قبل الماضية بالأحرف الأولى على الاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة، وذلك على رغم غياب ممثلي المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الذي يعد أحد الطرفين الرئيسيين للحوار. ونقل موقع «بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا» عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون القول إن التوقيع الأولي «خطوة بالغة الأهمية في الطريق إلى السلام...السلام الذي يسعى الليبيون إلى تحقيقه منذ أمد بعيد... ويتم من خلال هذا النص وضع حجر الأساس لدولة حديثة ديمقراطية مبنية على مبادئ الشمول وسيادة القانون والفصل بين السلطات واحترام حقوق الإنسان». وبالتزامن مع التوقيع، بعث رئيس المؤتمر الوطني نوري أبوسهمين رسالة إلى ليون يوضح فيها أسباب التخلف عن التوقيع قال فيها: إن «من أسباب تعثر الحوار انفراد البعثة باختيار مشاركين في الحوار من شرائح متنوعة لم تراع فيها معايير واضحة وأسس موضوعية». كما أبدى اعتراضه على «حضور بعض الأشخاص الذين كانوا سبباً في المأزق الذي تمر به ليبيا». وأكد أبوسهمين مجدداً استعداد فريق الحوار المكلف من المؤتمر الوطني العام للترتيب لحضور جولة قادمة مع بعثة الأمم المتحدة عندما تؤكد استعدادها لذلك. في إطار منفصل، أقر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في تسجيل مصور بخسارته مواقعه في درنة شرق ليبيا بعد معارك خاضها مع جماعات مسلحة فيها، متعهداً بالعودة إلى المدينة والانتقام «ذبحاً» من هذه الجماعات. ونشر التسجيل المصور الصادر عن «المكتب الإعلامي لولاية برقة» ومدته عشر دقائق، في «تغريدات» على موقع «تويتر» مساء أمس الأول (السبت) تحت عنوان: «صبراً صحوات درنة، إنما جئناكم بالذبح». وشهدت درنة الواقعة على بعد نحو 1250 كيلومتراً شرق طرابلس خلال الأسابيع الماضية اشتباكات بين مسلحين من أبناء المدينة ينتمون إلى ما يعرف باسم «مجلس شورى مجاهدي درنة» وعناصر تنظيم «داعش». والتسجيل الذي نشره التنظيم أمس الأول يمثل أول إقرار من جهته بخسارته المعارك في مدينة درنة. وتحدث في بداية التسجيل المصور رجل ارتدى ملابس عسكرية وجلس في منطقة صخرية، وجرى تعريفه على أنه انتحاري يدعى أبوسليمان السوداني. وقال موجها حديثه إلى عناصر الجماعات المسلحة التي قاتلت تنظيمه «إن تبتم إلى الله فأنتم إخواننا، وإن أبيتم فوالله فإننا نرى رؤوسكم قد أينعت وقد حان وقت قطافها»، مضيفاً «سنستعيد حياة العز ثانية وسنغلب من حادوا ومن كفروا».