×
محافظة الرياض

الجيل يختتم استعداداته للكوكب والبعثة تغادر للخرج

صورة الخبر

لندن: «الشرق الأوسط» رد برشلونة على المشككين في قدراته وتراجع مستواه في الفترة الأخيرة بفوز ثمين خارج أرضه (2 - 0) على مانشستر سيتي الإنجليزي في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، الذي شهد أيضا انتصارا ساحقا لباريس سان جيرمان برباعية نظيفة على مضيفة باير ليفركون الألماني. وقطع كل من برشلونة وسان جيرمان خطوة مهمة على طريق التأهل لدور الثمانية. ولم يغب برشلونة عن دور الثمانية منذ هزيمته أمام ليفربول الإنجليزي في دور الستة عشر للبطولة عام 2007، وبات الفريق يحتاج للتعادل أو الفوز بأي نتيجة أو حتى الخسارة بفارق هدف واحد على ملعبه إيابا بعد ثلاثة أسابيع ليحجز مكانه رسميا في دور الثمانية. على ملعب الاتحاد في مانشستر وأمام 40 ألف متفرج، حسم برشلونة قمته النارية أمام مضيفه مانشستر سيتي في صالحه بثنائية الأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقيقة 54 من ركلة جزاء، والبرازيلي دانيال الفيش في الدقيقة 90. ورغم إقامة المباراة في مانشستر وبين جماهير الفريق الإنجليزي، نصب برشلونة سيرك «التيكي تاكا» مبكرا واستحوذ على الكرة بشكل شبه تام، وتناقل لاعبوه الكرة بسهولة بالغة في نصف ملعب المنافس. بينما كانت محاولات سيتي الهجومية محدودة للغاية. وأخفق مانشستر سيتي في أول ظهور له بالأدوار الفاصلة للبطولة الأبرز للأندية الأوروبية، وأصبح بحاجة لمهمة شبه مستحيلة لقلب الطاولة على برشلونة إيابا في استاد «كامب نو» إذا أراد استكمال مسيرته في البطولة. ورد برشلونة على المشككين في قدراته، وخاصة البرتغالي جوزيه مورينهو، مدرب تشيلسي، الذي قال قبل المباراة إن «برشلونة في أسوأ وضع منذ عدة سنوات، ولذا فإن سيتي أمامه فرصة». وتعليقا على ذلك، صرح سيسك فابريغاس، لاعب خط وسط برشلونة، قائلا: «كل من تفوه بكلمة ضد برشلونة قبل حلوله ضيفا على مانشستر سيتي عليه أن يطبق فمه الآن ولعدة أيام». وقال فابريغاس: «حققنا نتيجة رائعة. لقد كانت جماهير سيتي مصدر ضغط كبير علينا، وهذا ما جعل فوزنا مميزا للغاية». وأضاف اللاعب الإسباني: «كان علينا أن نثبت شيئا ما، وهذا ما فعلناه. فقد كان هناك بعض الناس الذين تحدثوا كثيرا عنا قبل المباراة، والآن يجب على هؤلاء أن يطبقوا أفواههم لبضعة أيام». من جانبه، أكد الأرجنتيني خيراردو مارتينو، مدرب برشلونة، أن هذا الفوز ليس نهاية المطاف بالنسبة لفريقه، وقال: «لن نهدأ الآن، رغم أننا حققنا نتيجة جيدة ذهابا.. كنا نعرف أننا يجب أن نستحوذ على الكرة من سيتي، وهذا ما فعلناه، جئنا هنا لتحقيق الفوز وليس أي نتيجة أخرى. ولكنهم فريق جيد، وسيكون علينا أن نتوخى الحذر في لقاء الإياب». ورغم الإجماع على أن برشلونة استحق الفوز، فإن التشيلي مانويل بيلغريني، مدرب سيتي، خرج ليحمل الحكم السويدي يوناس إريكسون الذي أدار المباراة أسباب خسارة فريقه واتهمه بأنه لم «يكن حياديا». ووجه المدرب التشيلي انتقادات حادة إلى الحكم السويدي الذي يحمل الشارة الدولية منذ 12 عاما وتولى إدارة 22 مباراة في دوري أبطال أوروبا و87 مباراة تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في المجمل. وقال بليغريني، الذي يواجه الآن خطر التعرض لعقوبات صارمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عقب اللقاء: «تحدثت معه (إريكسون) في النهاية، وقلت له إنه يجب أن يكون في غاية السعادة لأنه قرر نتيجة المباراة». وأضاف: «لم تتح لبرشلونة أي فرصة للتسجيل حتى ركلة الجزاء ضد دميكليس. الحكم لم يكن نزيها. لم يسيطر على المباراة. أعتقد أن وجود حكم من السويد لمباراة بهذه الأهمية لم يكن فكرة جيدة». وتابع: «كانت لنا ركلة جزاء، حيث لم يحتسب الحكم خطأ لصالح نافاس قبل ركلة جزاء ميسي التي أظهرت كل الصور أن المخالفة جرت خارج المنطقة». وأضاف قائلا: «لكن ذلك لم يكن الشيء الوحيد.. ارتكب أخطاء منذ البداية. من الصعب للغاية تحليل المباراة لهذا السبب». وجاءت ركلة الجزاء عندما قام مارتن دميكليس بعرقلة ميسي في الدقيقة 53 على حدود منطقة الجزاء، ومع الاندفاع سقطا داخل المنطقة. ولمضاعفة العقوبة على سيتي، جرى طرد دميكليس ليكمل الفريق الإنجليزي المباراة بعشرة لاعبين. وأعرب بليغريني عن غضبه لاختيار إريكسون لإدارة المباراة، وقال: «لم يكن قرارا موفقا ،خصوصا بأنه كان ارتكب خطأ ضد برشلونة في مباراة سابقة، وأمامنا قام بتصحيحه». وأوضح: «قبل ركلة الجزاء، لم يصنع برشلونة أي فرصة وكنا نستعد للتسجيل، أعتقد أننا كنا في حاجة إلى حكم أكثر خبرة بين فريقين كبيرين». بينما قال فينسنت كومباني مدافع سيتي: «لسنا سعداء لعدة أسباب، ولكنني لا يمكن أن ألوم أي أحد بالفريق على التقصير. تنتظرنا مهمة صعبة الآن، ولكنني لن أفقد الأمل. لا مجال للتفكير في أنهم كانوا أفضل منا». وأجمعت الصحف البريطانية أمس على أن خسارة سيتي على ملعبه أنهت آماله في تكملة المشوار بالبطولة الأوروبية الأهم. وذكرت صحيفة «دايلي تلغراف»: «آمال سيتي تحطمت أمام مهارة ليونيل ميسي وداني ألفيش». وأشارت إلى أن برشلونة أبهر الجمهور بتمريراته وسيطرته من خلال السيطرة التامة على خط الوسط بقيادة إنييستا وتشافي. وعدت صحيفة «الإندبندنت» أن فريق المدرب مانويل بيليغريني أصبح يحتاج لمعجزة لقلب النتيجة إيابا. أما «الدايلي ميل»، فأشارت إلى أن برشلونة الرائع استعاد بريقه أمام سيتي المتراجع، ولا شك في أن الفريق الكاتالوني ما زال يتمتع بنفس خصائصه مثل الأجيال السابقة وبالأداء الذي يرهب منافسيه». وأشارت صحيفة «دايلي ميرور»، إلى أن بليغريني مهدد بالتعرض لعقوبة من (اليويفا) بسبب اتهامه للحكم بالتحيز، وهو الشيء الذي لم يكن معتادا من المدرب الذي دائما ما اشتهر بهدوئه وتجنب انتقاد منافسيه أو الحكام. وعلى ملعب «باي أرينا» بليفركوزن وأمام 29412 متفرجا، قاد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش فريقه باريس سان جيرمان إلى فوز كبير على أصحاب الأرض برباعية نظيفة، سجل منها ثنائية انفرد بها بصدارة لائحة هدافي المسابقة بعدما رفع رصيده إلى 10 أهداف بفارق هدف واحد أمام المتصدر السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني. وبعد أن سجل لفريقه الهدف الثاني من ركلة جزاء في الدقيقة 39، عاد إبراهيموفيتش ليسجل هدفا مذهلا آخر بعد ثلاث دقائق، بتسديدة من مسافة 25 مترا سكنت الزاوية العليا لمرمى ليفركوزن ليتوج عرضه الرائع في المباراة. كما ساهم إبراهيموفيتش في هدفي سان جيرمان الآخرين اللذين سجلهما بليز ماتويدي في الدقيقة الثالثة والبديل يوهان كاباي (88). وسيطر باريس سان جيرمان تماما على المباراة وقدم أداء جميلا، في ظل تألق ثلاثي خط الوسط تياغو موتا وماركو فيراتي وماتويدي. واضطر الفريق الألماني - الذي خسر (5 - 0) على أرضه أمام مانشستر يونايتد في مباراته الأخيرة بمرحلة المجموعات - للانتظار لمدة 36 دقيقة من أجل أول تسديدة على المرمى ولم يصنع أي فرصة حقيقية حتى قبل 13 دقيقة على النهاية. وقال مدافع ليفركوزن عمر توبراك الذي بدت عليه الصدمة: «فقدنا الحماس.. كنا في غاية التوتر. لقد دهسونا سحقا، إنه أمر مخجل بالنسبة للجماهير». وازدادت معاناة ليفركوزن عندما طرد المدافع أمير سباهيتش في الدقيقة 59 بسبب مخالفة ضد لوكاس، وربما يتنفس الصعداء لأنه أنهى المباراة مهزوما بأربعة أهداف فقط. وقال لوران بلان، مدرب باريس سان جيرمان، عقب اللقاء: «أعدنا اكتشاف قوتنا الجماعية.. مثلما كانت في بداية الموسم، ربما يشير البعض إلى ضعف ليفركوزن، لكني سأشير من جانبي إلى أداء باريس سان جيرمان. لعبنا كفريق كبير.. على الصعيدين الفردي والجماعي». وأضاف: «الفريق في حالة جيدة جدا من الناحية الذهنية وأريد أيضا تهنئة هؤلاء الذين شاركوا كبدلاء. أمتلك حقا الكثير من الخيارات من أجل وضع التشكيلة الأساسية.. الكل يمتلك الحافز والتركيز». وقال إبراهيموفيتش: «حققنا نتيجة مذهلة. وأعتقد أنه فوز مستحق تماما». وأضاف اللاعب السويدي: «سعينا لتحقيق الفوز منذ انطلاق المباراة، دون أي تهاون على الإطلاق. كانت ليلة رائعة بالنسبة لنا، ليلة ممتعة حقا». من جانبه، قال خوسيه أندريس جواردادو لاعب ليفركوزن: «نشعر بخيبة أمل كبيرة بكل تأكيد. كنا نعتقد أننا سنقدم أداء أفضل من ذلك، ولكنهم سجلوا هدفا مبكرا، وبعدها ساءت جميع الأمور بالنسبة لنا». واعترف اللاعب الإسباني بصعوبة تأهل ليفركوزن إلى دور الثمانية بعد هذه النتيجة، وقال: «بات الأمر شبه مستحيل بالنسبة لنا الآن، ولكننا سنواصل المحاولة».