ودع المصريون أمس الأحد بشكل هادىء ومتواضع نجم السينما المصري العالمي عمر الشريف الذي توفي قبل ثلاثة أيام بازمة قلبية عن 83 عاما، وذلك في جنازة محدودة شاركت فيها عائلته وفنانون في غياب اي تمثيل فني عالمي. والشريف هو اشهر الممثلين المصريين على الاطلاق اذ خاض مشوارا فنيا حافلا قاده الى العالمية بعد فيلمي "لورنس العرب" و"دكتور زيفاغو". وانطلقت جنازة الشريف في طقس حار ظهر أمس من مسجد المشير طنطاوي في ضاحية التجمع الخامس الراقية في شرق القاهرة. وتم احضار جثمان الشريف في نعش ملفوف بعلم مصر، ثم صلى المشيعون واغلبهم من الفنانين المصريين صلاة الجنازة قبل ان يُحمل الجثمان في سيارة خاصة ليواري الثرى في مقابر السيدة نفيسة في جنوب القاهرة. وفاق عدد الصحافيين والمصورين عدد المشيعين بشكل كبير، بحسب ما لاحظ صحافي وكالة فرانس برس الذي كان موجودا في المسجد الفخم والكبير الذي اصبح اخيرا مقصدا لتشييع جنازات كبار رجال الدولة والمشاهير المصريين. وبدا على افراد اسرة عمر الشريف وعلى راسهم ابنه طارق التأثر اثناء الجنازة. وجاءت وفاة الشريف بعد نحو ستة اشهر من وفاة الفنانة المصرية فاتن حمامة، السيدة الوحيدة التي تزوجها الشريف والتي طالما وصفها بانها "حب عمره" ، ولم يتزوج بعدها انفصاله نهائيا عنها . وتوفي عمر الشريف يوم الجمعة في مستشفى في حي حلوان بالقاهرة حيث نقل منذ شهر جراء اصابته بمرض الزهايمر. ولد عمر الشريف في العاشر من ابريل عام 1932 في الاسكندرية مسيحيا واسمه الحقيقي ميشال شلهوب، من اب لبناني وام لبنانية-سورية. لكنه اعتنق الاسلام في العام 1955 ليتزوج من الممثلة المصرية سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة التي انجب منها ابنه الوحيد طارق. وحصل عمر الشريف في العام 2003 على جائزة الاسد الذهبي عن مجمل اعماله في مهرجان البندقية السينمائي. واثناء حياته اقام عمر الشريف، الذي كان يتقن لغات عدة، في اماكن مختلفة منها فرنسا والولايات المتحدة وايطاليا. وكان مدير اعمال الفنان المصري اعلن في شهر مايو الماضي اصابته بمرض الزهايمر منذ فترة. بدأ مشواره في السينما مع المخرج المصري يوسف شاهين في فيلم "صراع في الوادي" عام 1954. وقبل انطلاقه الى السينما العالمية، شارك الشريف في عشرين فيلما مصريا في الفترة من 1954 حتى 1962. وكان دور "الشريف علي" في الفيلم البريطاني "لورانس العرب" نقطة تحول في حياته اذ اصبح بعده ممثلا عالميا. وحاز اداؤه في "لورانس العرب" ثناء النقاد، ورشح للفوز بجائزة الاوسكار عن فئة افضل ممثل في دور مساعد، ليكون بذلك اول ممثل عربي يُرشح للاوسكار. وفاز عن الدور نفسه بجائزة الكرة الذهبية (غولدن غلوب). لكنه وصل الى القمة في السينما العالمية باداء الدور الرئيسي في فيلم "دكتور زيفاغو" في العام 1965. وفاز عن دوره في الفيلم بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثانية لكن هذه المرة كأفضل ممثل في دور رئيسي. وبعد تنقله لسنوات طويلة خارج مصر عاد واستقر فيها مطلع تسعينات القرن الماضي. ومن اشهر افلامه في السينما المصرية "صراع في الوادي" و"صراع في الميناء" و"اشاعة حب" و"في بيتنا رجل" و"نهر الحب" و "سيدة القصر".