حقق الرهان على قدوم شهر رمضان وعيد الفطر اللذين يشهدان العديد من المناسبات السعيدة والزواج في إنعاش سوق الذهب وتنشيط حركة البيع، التي أصابها ركود ملحوظ خلال الفترة الماضية. وبحسب عاملين في سوق الذهب والمجوهرات لـ»المدينة» ارتفعت نسبة الإقبال في رمضان هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية بنسبة 30%، لكن التلاعب بالمصنعية ظل الهاجس الوحيد، الذي يؤرق العديد من المتسوقين، الذين طالبوا التجار بأن يحذوا حذو البلاد المتقدمة في إصدار كتيب إرشادي يكون دليلًا للمستهلكين. ويصف لـ»المدينة» على الحارثي، الذهب وأسعاره بأنه لا تزال مرتفعة مقارنة بعشر سنوات مضت قائلًا: «عن جد الأسعار مرتفعة وعند شراء طقم ذهب مثلًا بأربعة آلاف تجد قيمته عند البيع تصير بألفين وعند التساؤل عن السبب يقال لك المصنعية غالية، وتساءل الحارثي عن دور الجهات الرقابية وغيرها من الجهات المسؤولة لماذا هي في غيبوبة (بحسب رأيه). أما ماهر الموسى (معلم) فيؤكد أنه حضر للسوق لشراء أسورة وتعليقة ذهب أو ألماس، مشيرًا إلى أنه حاول أخذ المشورة من بعض العاملين في محلات المجوهرات والذهب والذين يرتدون الزي السعودي، لكن للأسف وهم في الحقيقة وافدون لم يستطع الوصول إلى كلام عملي ومنطقي، وكان كل هدفهم أقناعه بالشراء بأية طريقة (لدرجة الحلف بالله في سعر الجرام) وتساءل لماذا لا تكلف وزارة التجارة لجنة الذهب بالغرف التجارية والتجار بعمل كتيب إرشادي يكون دليلًا للمستهلك، كما نشاهده في الدول المتقدمة وبعض الدول المجاورة. ويتفق خالد الغامدي، وهو بائع في أحد محلات الذهب مع ماهر بضرورة وجود دليل يساعد المستهلك في اتخاذ قراره، خاصة أن سوق الذهب والمجوهرات يشهد في أيام رمضان صراعًا كبيرًا بين المحلات لتعويض الركود في سوق الذهب خلال الأشهر الماضية ويضيف الغامدي: إن المصداقية في قطاع التجزئة بشكل عام والذهب بشكل خاص أصبحت مفقودة بسبب سيطرة الوافدين عليها. أما قاسم يوسف، وهو بائع من الجنسية اليمنية، فيرى أن هناك إقبالًا من المستهلك لابأس به في النصف الأول من رمضان، ومتوقعًا أن يزداد هذا الحضور خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان، خاصة أن متوسط أسعار الذهب الآن تتراوح بين 130 ريالًا لعيار 18 و155 لعيار 21، وهي أفضل من شهر شعبان ويضيف يوسف أنه لاحظ أن أذواق الزبائن هذه السنة تكون أكثر على الذهب 21 والسادة، كما هو الحال في السنوات الماضية إلى جانب الذهب الإيطالي 18 ذي التصميم الراقي والناعم. من جانبه أكد رئيس لجنة الذهب في الغرفة الشرقية عبدالغني المهني ارتفاع الإقبال هذه السنة على أسواق الذهب بنسبة 30% مقارنة بالسنة الماضية، مشيرًا إلى أن هناك مناسبتين تستلزمان شراء الذهب هذه السنة عن السنة الماضية، وهما تزامن إجازة المدارس مع رمضان والعيد، وبالتالي وجود عدد لابأس به من الأفراح بعد العيد، وهذا يستلزم شراء ذهب لتجهيز العروس، وإهداء الهدايا لها، كما هي العادات السعودية، وهناك أيضًا ارتباط العيد بهدايا الأطفال من الذهب (الأسورة والتعليق) وخاصة البنات منهم.