أصدر الدكتور أحمد الشريف، نائب رئيس مجلس المديرين والمدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، كتابه الجديد وعنوانه الرياضة والمواطنة ليضيف به مؤلفاً قيّما يسهم في إثراء المكتبة العربية بما يتضمنه من معلومات وافرة تلم بالموضوع من كافة جوانبه. ويتضمن كتاب الشريف الحاصل على درجة الدكتوراه في الإدارة الرياضية، في تقويم المنظمات الرياضية، علاوة على دبلوم إدارة المنظمات الرياضية من اللجنة الأولمبية الدولية، عرضاً شاملاً استهله بتوضيح مفهوم المواطنة الذي شهد تطوراً اتخذ منحى العالمية ليضع مواصفات للمواطنة الدولية في القرن الواحد والعشرين. والمتمثلة في الاعتراف بوجود ثقافات مختلفة، لكنها تتحد في احترام حق الغير وحريته، جنباً إلى جنب مع الاعتراف بوجود ديانات مختلفة، وضرورة فهم العاملين في القطاع الرياضي بالرياضة لاقتصاديات العالم بعد تحولها إلى صناعة في الوقت الحاضر. الرياضة في دعم السلام وتناول المؤلف جوانب تخصصية أخرى تتعلق بمفهوم الرياضة، والنشاط البدني، والتربية البدنية مصحوبة بتعريفات، علاوة على الرياضة ومنظومة القيم، وخصائصها وتصنيفاتها وعلاقتها بالنواحي الدينية والاقتصادية والجمالية، والاجتماعية والسياسية، والسلوك والقيم الوطنية. كما تناول تعزيز القيم من خلال الرياضة المدرسية، وأهدافها التنموية ودورها في تعزيز الثقافة باعتبارها أساس البناء الرياضي، وأورد القيم الديموقراطية للرياضة، وكيفية تعزيز القيم من خلال رياضة الممارسة والبطولة. وأورد المؤلف فصلاً خاصاً عن التجنيس وأثره في المجال الرياضي على المواطنة وما صاحبه من توتر انتاب العديد من المجتمعات، مشيراً إلى أن تجنيس الرياضيين يعتبر من أخطر الظواهر التي تمر بها الساحة الرياضية العالمية في الآونة الأخيرة، وأن استمرار انتشارها سوف يحصر المنافسة الرياضية بين قوانين المادة وتمويل صفقات شراء اللاعبين لتجنيسهم. ظاهرة وشدد المؤلف أن الظاهرة التي أصبحت موضة لها بعد سلبي كبير لكونها عاملاً أساسياً تعتمد عليه دول عديدة في تحقيق التفوق الرياضي خاصة في ظل تمدد التجنيس وتوسعه ليطال معظم الرياضات خاصة عند الدول الغنية التي تستقطب الطاقات والمواهب من البلدان النامية لتستفيد من مؤهلاتها وكفاءاتها في حصد الألقاب والإنجازات وتضخيم رصيدها الدولي. وذكر المؤلف على في هذا السياق: لقد ساعدت تكنولوجيا المعلومات على انتشار ظاهرة التجنيس بطريقة سريعة، وأعطت بعض قوانين الجنسية الحق للعديد من الأشخاص في الحصول على أكثر من جنسية في وقت واحد زيادة على الاحتفاظ بجنسية الوطن الأم، وهو ما يعرف بمصطلح الجنسية المزدوجة، فالدول العظمى التي تصنع الإعلام ومعظم مواد الاستهلاك هي نفسها التي تسن القوانين الدولية الرياضية مما يجعلها تستهدف أصلاً مصالحها. نماذج وعرض الكتاب نماذج لعمليات التجنيس في الدول العربية وغيرها من دول العالم، لافتاً إلى خطورة التجنيس - في ضوء الجنسية المزوجة - حيث يحرم اللاعبين المواطنين من فرص استثمار طاقاتهم وانشغال دولهم في تطوير مستوياتهم عبر برامج الإعداد لتمكينهم من تحقيق الإنجازات، على خلفية أن المجنسين جاهزون لتولي المهمة، وهو ما يحد من قدرة المواطن على تمثيل بلده وصنع إنجازاتها بنفسه.