قال علماء من جامعة نورثمبريا الإنجليزية إن الأرض على بعد 15 عاما من "عصر جليدي مصغر" سيتسبب في فصول شتاء قارسة تتجمد فيها الأنهار على غرار نهر التايمز. وصنع هؤلاء الباحثون المتخصصون بدارسة الشمس نموذجا جديدا للنشاط الشمسي -الذي يمكن قياسه بعدد البقع الشمسية السود-يقولون إنه ينتج "تنبؤات دقيقة غير مسبوقة". وبحسب الباحثين فإن حركات السائل ضمن الشمس التي يعتقد أنها المسؤولة عن التسبب في دورات الطقس فيها كل 11 عاما، ستتقارب إلى درجة هبوط الحرارة بشكل كبير بحلول ثلاثينيات هذا القرن. ووفقا للعالمة فالنتينا زاركوفا فإن النشاط الشمسي سينخفض 60% مع قيام موجتين من السائل بإلغاء فعالية بعضهما بعضا، مضيفة في عرض أمام اجتماع علماء الفلك الوطني في لاندوندو أن النتائج ستكوّن ظروف تجمد مشابهة لما حصل أواخر القرن الـ17. وأوضحت أنه في الدورة الإحدى عشرية للشمس التي تمتد بين عام 2030 ونحو عام 2040 فإن الموجتين ستعكسان تماما بعضهما بعضا، حيث ستصلان لذروتهما في الوقت ذاته ولكن كل واحدة على نصف الكرة الآخر للشمس. وأكدت أن تفاعلهما سيكون إما مدمرا وإما أنهما سيلغيان تقريبا بعضهما بعضا، معبرة عن اعتقاد العلماء بأن هذا سيؤدي إلى خصائص "منخفض موندير"، وهو المصطلح الذي يشير إلى انخفاض نشاط البقع الشمسية، وأطلق على الفترة بين عامي 1645 و1715 عندما شهدت أوروبا وشمال الكرة الأرضيةفصول شتاء باردة جدا. وخلال تلك الفترة الزمنية من "العصر الجليدي الأصغر" شهدت إنجلترا صقيعا، وتجمد نهر التايمز بأكمله خلال شتاء 1983-1984 لمدة سبعة أسابيع، وكان يمكن "المرور فوقه مشيا"، وفقا للسجلات التاريخية، وانتشرت حقول الثلج في أوروباعلى مدار العام. وتؤيد هذه الدراسة نتائج دراسات سابقة أكدتأنه رغم أن الشمس تقترب مننهايةالدورة الإحدى عشرية الحالية، إلا أن نشاط الشمس في طريقه إلى الخفوتبحيث قدلا تدخل في دورة إحدى عشرية جديدة، وأن الفترة المقبلة قد تشهدظاهرة اختفاء أو انخفاض عددالبقع الشمسية السودإلى الحد الأدنى، مما يقود إلى عصر جليدي أصغر.