يعد رجل الأعمال الشيخ سعيد العنقري أحد رموز العصامية، فالطفل الذي خرج من قريته آل موسى في الثانية عشرة من عمره نجح خلال ثلاثين عاما أن يكون في مصاف أهم رجال الأعمال في عالمنا العربي، والعنقري إلى جانب رأسماليته مثقف عضوي علاقته وطيدة بالكتاب إذ عاد في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي من فرنسا وأسس مكتبة تضم أكثر 640 كتابا، وهو يجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية ويعشق مسقط رأسه في منطقة الباحة إذ أسهم بمشاريع تنموية وخدمة مجتمعية بدءا من إنارة قريته في التسعينيات الهجرية بالكهرباء قبل مجيء الإضاءة الرسمية وليس انتهاء بإكمال مبنى النادي الأدبي في الباحة على نفقته وتخصيص قرابة 14 مليون ريال لهذا الغرض. ففي البداية تحدث عن تأسيس كرسي لزراعة الزيتون في جامعة الباحة وقال: كما تعلم الباحة منطقة زراعية تعتمد على مياه الأمطار ومع شح مياه الأمطار وتحول الناس إلى الوظائف تخلى أكثرهم عن المزارع وتحولت المساحات الخضراء إلى أراض جرداء والسائح وابن المنطقة المغترب لا يجذبه في منطقة الباحة إلا الطبيعة الخلابة والهواء النقي، وزراعة الزيتون محاولة استصلاحية من خلال دراسات أكاديمية يقوم عليها متخصصون في علم الزراعة سيستفيدون من خصائص المنطقة خصوصا أن أشجار العتم (الزيتون البري) متوفرة بكثرة وأنا معني بحول الله بالإسهام في إعادة استزراع اللوز وتوظيف القدرات والكوادر لتأسيس مناطق زيتون كبرى كون الزيتون لا يحتاج كميات كبيرة من الماء ومناسبة للبيئة ولا تتعرض له القرود ويسهم في تأمين الهواء النقي ويمنع التلوث. وقال: تم تخصيص ميزانية مبدئية تقدر بمليونين ونصف، وسيتم رفع المبلغ إلى خمسة ملايين متى استدعت ظروف وبيئة العمل كما أني خصصت له مساحات من أملاكي الخاصة لتكون مختبرا وميدانا لورش العمل والتطبيقات العملية لهذا الكرسي ونحن ماضون في المشروع ولن ندخر جهدا في إنجاحه. وحول احتياج المشروع للمياه قال: بالطبع المياه حاليا متوفرة بصورة مطمئنة والأمطار بحمد الله تهطل هذه الأيام في موسمها كالعادة ويمكن استخدام وسائل ري حديثة مساعدة، وسنحاول الاستفادة من محطات معالجة الصرف الصحي من الدرجة الثالثة الثابت علميا صلاحيتها لري الأشجار والمزروعات. وحول إكمال مبنى النادي الأدبي والتبرع بمبلغ 14 مليون ريال، أشار العنقري بقوله: هذا ليس أول تبرع لمنطقتي، فتواصلي مع الباحة قديم من خلال إنارة قرى وفتح طرق وإقامة مدينة رياضية ونفذت شبكة مياه لكل منزل في القرية، والنادي الأدبي أعول عليه في نشر الثقافة والوعي والتنوير والرقي بالمواهب وتقديم المبرزين إلى الآخرين من خلال الأمسيات والمطبوعات. أما عن علاقتة بالثقافة فأكد بأنه قارئ نهم، وقال إنه كان يقرأ في جدة في مكتبة عامة واستمر لفترة طويلة حتى أنه بعض الأيام يأتي الحارس في ساعة متأخرة من الليل لينبهه أن الوقت انتهى وأنهم سيغلقون الأبواب وينصرفون، «وفي المكتبة التقيت بالكاتب والصحفي الراحل عبدالقدوس الأنصاري الذي أبدى إعجابه بي ومنحني اشتراكا مفتوحا في المنهل مدى الحياة، وكنت أسمع إذاعة بي بي سي بانتظام وأتلقى مجلة هنا لندن بصفة منتظمة». وحول مشروع السعودة أشار إلى أنهم استقطبوا 6 آلاف سعودي، 80% إداريون ناجحون ونعول عليهم بكل طمأنينة وأثبتوا جدارتهم ونحن نحفظ لهم حقوقهم ونقدر مجهوداتهم ونعدهم شركاء لنا كونهم منتمين لفضاء العمل بإخلاص وتفان. وحول ضعف برامج التأهيل المهني والفني قال: تعارفنا على أن المهنة هواية وعشق بالدرجة الأولى، وأسألك هل استمر خريجو المعاهد الفنية والمهنية طيلة خمسين عاما في المهن والتخصصات التي نالوا فيها شهادات تؤهلهم لسوق العمل؟ بالطبع القليل فقط من بقي كون الطموح لوظيفة حكومية. وحول غيابه عن المشاريع السياحية في الباحة قال العنقري: السياحة تحتاج البنية التحتية، وتقوم على الكثافة السكانية، والرزق مع مزاحمة الأقدام كما في الأمثال، السياحة فعليا لم تبدأ في الباحة بمفهومها الشامل والفني، البعض يظن أن السياحة غرف مغلقة وأبراج وفنادق والباحة سياحتها تقوم على طبيعتها البكر ظل الأشجار والغطاء النباتي ومواقع ترفيه وبرامج تلبي متطلبات الأسرة كاملة. وقال: عندما تكون البيئة جاذبة والمعطيات متوفرة لن نتردد، أنت تعلم أن المشاريع لا يمكن اعتمادها إلا بعد دراسة جدوى، وتعلم أن رأس المال جبان، وإذا لم يكن هناك مردود جيد لأي مشروع فما الفائدة منه، وهناك مشاريع تحصلت على قروض كبيرة من الدولة لكنها لم تنفذ وفق مواصفات يرضى عنها الناس. وأكد أن ما يقدمه للمنطقة واجب علينا لأهلنا وأقوم به بقناعتي واختيارنا وليس مفروضا علينا من أي جهة أو طرف، وللعلم أنفقت ما يقارب 40 مليون ريال على مشاريع في المنطقة وليست خسارة أبدا بدءا من إنارة قرى بالكهرباء على حسابي في التسعينيات الهجرية قبل مجيء الإضاءة الرسمية مرورا بفتح طرق ونزع ملكيات أراض على حسابي وافتتاح مدينة رياضية، وسيتم إكمالها خلال العام المقبل، وليس انتهاء بكرسي الزيتون وإكمال مبنى النادي الأدبي في الباحة وتخصيص قرابة 14 مليون ريالا لهذا الغرض. وحول المشاريع الجديدة قال: نعمل على استخراج رخصة لجمعية تموينية استهلاكية لتمكين ذوي الدخل المحدود من تلبية احتياجاتهم من مشترواتهم اليومية وربما يكون فرع الباحة الثالث أو الرابع على مستوى المملكة وهذه جمعية مرخصة ولها نشاط في المدن الكبرى.