×
محافظة المنطقة الشرقية

«الداخلية الكويتية» لـ «الحياة»: أنهينا التحقيقات في حادثة مسجد الصادق

صورة الخبر

عندما أراد الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يجهر بدعوته، صعد على جبل صفا فَعَلا أعلاها حجراً، ثم هتف «يا صباحاه»، وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم. أما نحن اليوم فنهتف «يا صباحاه» لنستجمع أذهان وعقول المواطنين، ليس لقراءة الكلمات المكتوبة، أو ما يترأى من بينها وكفى، بل إن ما نرموا إليه أعمق من ذلك بكثير إنها دعوة لاختراق أفق السطور إلى ما وراء المسطور، وذلك لنفهم ونعي الخبر الذي من أجله كتبنا كلماتنا لننذر عن وقوع أمر عظيم سيقع إن لم نتدارك أنفسنا، ونحكم عقولنا، ونؤول إلى رشدنا، سوف نجابه سيولاً من الثقافات الخاطئة المستوردة تداهم وتهاجم المجتمع الكويتي، وترسخ فقه التطرف بالطائفية والمذهبية. لقد بات نَفَس وأسلوب الخطاب اليوم طارداً لا محبباً، منفراً لا جاذباً، عسيراً لا يسيراً، متصلبا متحجراً لا مرناً، ولا يخفى على أحد منا بأننا نواجه اليوم إرهاب التطرف حتى في الكلمات والعبارات الموجهة من المسؤولين والمصلحين والدعاة والوعاظ، وأصبحت لغة الخطاب الدارجة، بصيغة الأمر الملزم، وكبت حرية التعبير بالقول والفعل انطلاقاً من قاعدة «لا تخوضوا مع الخائضين»، ويحمل في ثناياه الكثير من اللاءات التي تشتت الأذهان وتحير الأفراد وتجعلهم في تردد دائم في اتخاذ أي قرار في جوانب الحياة كافة. فنحن نرى اليوم لغة الخطاب في انحدار ظاهر وجلي، بحيث إن كل فرد في موضع المسؤولية يريد فرض وتسييد رأيه وكأنه دستور مُنّزل من السماء لا أحد يتخطاه أو يتعداه في ما يطرحه من وجهة نظر، سواءً كانت شرعية أو مجتمعية أو سياسية، وبما يتعلق في فقه أحوال الواقع إن صح التعبير والإشارة له بهذا المسمى، أصبح إرغام الآخرين على الأخذ بالرأي ووجهة النظر، حتى وإن كانت لا تتماشى مع واقعنا وأحوالنا الدينية والدنيوية، ديدن الغالبية. بات ضرورياً تهذيب وتغيير لغة الخطاب المتطرفة، البعيدة عن الاعتدال والتوازن والموضوعية، والتي أصبحت بينة في هبوطها وانغلاقها، وصنع مفاهيم تكون آليات وعلاجات نواجه بها ونعايش ما نمر به اليوم من إرهاب تعبيري وسلوكي، وفق معطيات شرعية تثبت أن ديننا صالح لكل زمان ومكان، ونبتر ثقافة اللاءات من جذورها التي تشتت الأذهان وتفقد الحديث مصداقيته لكثرة التحدث بأسلوب فظ، ومنطق جامد، وصيغة أمر لازمة لا صيغة سلسة هينة مرغبة للفرد وتكون بمثابة جرعة عقاقير توطد بداخله منهاج التكيف والتأقلم مع متغيرات الأحوال والأوضاع، بمعايرة وموازنة الأمور وضبطها بمعيار الخطاب المتعقل، لقلع التطرف من جذوره، ونعيش باستقرار وأمن وأمان. m.alwohaib@gmail.com twitter: @mona_alwohaib