هو ابن قائد التضامن الإسلامي الشهيد الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله، هو قائد السياسة الخارجية طوال أربعين عاماً، هو الأمير سعود الفيصل يرحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه في العشر الأواخر من شهر رمضان ١٤٣٦هـ، التي فيها العتق من النيران. عُرف يرحمه الله بحنكته ودهائه في معالجة المسائل الشائكة، ولعب الأدوار الهامة في العديد من قضايا العالم العربي والإسلامي حتى وُصف من كل من قابله أو سمع حديثه بأنه مهندس السياسة ونال إعجاب الأعداء والأصدقاء فهو سياسي بارع ومُفاوض من الطراز الأول، فعندما سُئل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن الرجل الذي يخشاه قال:»سعود الفيصل، هو أدهى رجل قابلته في حياتي» وأضاف «إن هذا الأمير استطاع أن يُوحد العالم معي في حربي مع إيران، وعندما دخلت الكويت جعل العالم يقف ضدي»، وقال عنه آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف: «لو كان عندي رجل مثل الأمير سعود الفيصل يرحمه الله لما تفكك الاتحاد السوفيتي»، وتؤكد الشهادات التي قيلت بحق الراحل الكبير من عدد ليس بقليل من قادة العالم على أن حنكته السياسية جعلته يرحمه الله موضع ثناء ومتابعة من كل وسائل الإعلام وذلك لم يأتِ من فراغ فالأمير سعود الفيصل يرحمه الله درس الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة برينستون بولاية نيوجرسي، وتولى العديد من المناصب في البترول قبل أن يكون قائداً بالسياسة السعودية، وهذا ليس بغريب على سموه يرحمه الله، وهو الذي تربى في بيت مهندس السياسة العربية وشهيد القضية الفلسطينية، الملك فيصل يرحمه الله. وكان على ثقافة عالية وإتقان لتسع لغات منها: الانجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، الأسبانية، العبرية. حتى أصبح عنواناً للسياسي الناجح المخلص لدينه ووطنه ومليكه، لذلك عندما طلب يرحمه الله إعفاءه من منصبه عينه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله عضواً في مجلس الوزراء ومشرفاً على الشؤون الخارجية. رحم الله الأمير سعود الفيصل الذي وصف حال العرب والمسلمين بطريقة وصلت إلى أسماع السياسيين وغيرهم عندما جاء إلى مجلس الشورى وأبهر بحديثه السياسي الشيق جميع أعضاء المجلس وهو يسرد مواقف ملوك هذه البلاد الطاهرة الذين رحلوا عن الدنيا ودمعت عينه عندما تحدث عن الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله لكونه لم يستطع حضور مراسم تشييعه، وقال عبارته المشهورة والمؤثرة وهي: «إن حال العرب مثل حالة صحته». رحم الله سعود الفيصل والعزاء للأسرة الحاكمة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سلمه الله، وولي عهده الأمير محمد بن نايف وفقه الله وسمو ولي ولي عهده الامير محمد بن سلمان أعانه الله وسمو مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل يحفظه الله ولجميع إخوانه وأسرته الكريمة والله نسأل أن يتغمد الفقيد بكامل رحمته ورضوانه ، «إنا لله وإنا اليه راجعون». assas.ibrahim@yahoo.com