أسطورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... وإبداع لن يغيب وإن هزمه المرض في أيامه الأخيرة! إنه الفنان العالمي عمر الشريف... «لورانس العرب» و«المسافر» و«الأرجوز» و«الدكتور زيفاجو» و«المواطن مصري»... تاريخ حافل بالعطاء الفني تجاوز حدود الوطن العربي إلى العالمية ورشح لجائزة الأوسكار ونال جوائز عالمية عدة. رحلة طويلة طاف فيها النجم العالمي بلدان العالم يمثل ويغني ويرقص، ويقدم تجارب فنية متنوعة أثرت السينما العالمية والعربية. عمر الشريف.. يعد النجم العربي الأوحد الذي حقق شهرة في السينما العالمية، وكانت حياته تتشابه مع بيت الشعر «مسافر زادهُ الخيالُ والسحر والعطر والظلالُ، ظمآن والكأس في يديه والحب والفن والجمالُ»... فالنجم العالمي الراحل عاش حياته معطاءً للفن، للحب، للجمال في كل صوره سواء كانت امرأة، لوحة، أو فيلما سينمائيا، ولف العالم كـ «الرحّالة» وقدم أهم التجارب في السينما العربية والعالمية منها الشاب الثوري في فيلمه «في بيتنا رجل»، والبحّار في «صراع في الميناء»، والثري فى «سيدة القصر»، والخجول في «إشاعة حب»، والمتمرد في «غرام الأسياد»، والقائد الثورى جيفارا في «تشى جيفارا»، وجنكيز خان، واحتل فيلمه لورانس العرب المركز الـ31 في قائمة أعظم 301 فيلم فى تاريخ السينما العالمية. أمس ودع المصريون الفنان العالمي عمر الشريف، الذي غيبه الموت، إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 83 عاما، بعد مشوار فني حافل قاده إلى العالمية بعد فيلميّ «لورانس العرب» و«دكتور زيفاجو». وقال مقربون منه، إن الشريف كان نُقل إلى مستشفى في حي حلوان بالقاهرة متخصص بمعالجة المرضى المصابين بالزهايمر منذ شهر، وهناك وافته المنية. وُلد الفنان العالمي الراحل عمر الشريف في 10 أبريل 1932 باسم ميشيل ديمتري شلهوب بالإسكندرية. وكان والده تاجر أخشاب، وأراد أن يعمل ابنه في هذه المهنة، إلا أن ميشيل الصغير كان شغوفا بالتمثيل الذي بدأه على خشبة مسرح «فيكتوريا كوليدج» التي كان يدرس بها، كان زميلا للمخرج العالمي يوسف شاهين، عشق المسرح المدرسي، وقدّم العديد من تجاربه، وعمره لم يتجاوز الـ 12 عاما. وبدايته في السينما، كانت عندما التقى المخرج يوسف شاهين، الذي علم بقصة حبه للتمثيل وقدّمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم «صراع في الوادي» الذي لقي الكثير من الجماهيرية. وفي العام 1955 تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة التي أنجبت له طارق، وبقيا رغم الطلاق يتبادلان الحوار. أما الأفلام التي جمعت بينه وبين فاتن حمامة على مدار مشواره الفني، فهي: صراع في الوادي سنة 1954، وأيامنا الحلوة، 1955 وصراع في الميناء، 1956، ولا أنام 1957، وسيدة القصر 1958، ونهر الحب 1961. وكانت البداية القوية للشريف في السينما الأميركية العام 1962، حين التقى بالمخرج العالمي دافيد لين الذي قدّمه في العديد من الأفلام. ومع انشغال عمر بالعالمية، بدأ في إهمال زوجته وبيته، ما أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة في منتصف السبعينيات. بعد نجاحه منقطع النظير في فيلمه الأول «لورانس العرب» العام 1962 لقي شهرة جماهيرية كبيرة وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه، خصوصا بعد وقوفه أمام ممثلين يحظون بشهرة عالمية، في مقدمهم البريطاني بيتر أوتول والأميركي أنتوني كوين. واستمر عمر مع المخرج دافيد لين، ليلعب أدواراً عدة في أفلام مختلفة، من بينها فيلم «دكتور زيفاجو» وفيلم «الرولز رويس الصفراء» وفيلم «الثلج الأخضر»، وغيرها الكثير في الأعوام التالية. وفي السبعينيات، قام بتمثيل فيلم «الوادي الأخير» العام 1971، وفيلميّ «بذور التمر الهندي» العام 1974، إلا أنها لم تلق النجاح المنتظر نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية ذلك الوقت. ومشاركته في السينما الأميركية كانت الأكثر غزارة وبروزا، وقدّم فيها أفلامه «دكتور زيفاجو» و«فتاة مرحة» و«سقوط الإمبراطورية الرومانية» و«تشي» عن الزعيم الأرجنتيني الأشهر تشي جيفارا الذي شارك في الثورة الكوبية. وكان الفيلم المصري «المماليك» الذي عُرض العام 1965 آخر أعمال «الشريف» قبل أن يغادر بلاده. وعاد الشريف للسينما المصرية العام 1984 بفيلم «أيوب» المأخوذ عن إحدى قصص الروائي نجيب محفوظ. وقام ببطولة فيلم «الأراجوز» العام 1989 إضافة إلى مشاركته في فيلميّ «المواطن مصري» العام 1991 و«ضحك ولعب وجد وحب» العام 1993 و«حسن ومرقص» العام 2008 مع الممثل عادل إمام و«المسافر» العام 2009 مع خالد النبوي. وعلى الشاشة الصغيرة، قدّم مسلسل «حنان وحنين» في العام 2007، الذي شاركه بطولته نسرين إمام وسوسن بدر ومادلين طبر وأحمد عزمي. ولم تنقطع علاقته بالسينما الأميركية، إذ شارك العام 1999 في فيلم «المحارب 13» الذي قام ببطولته الممثل الأميركي - الإسباني أنطونيو بانديراس. وقام العام 2003 ببطولة الفيلم الفرنسي «السيد إبراهيم وزهور القرآن»، وفاز عن دوره بجائزة أحسن ممثل بـ «جائزة سيزار الفرنسية» في فبراير 2004. في 23 مايو العام 2015، أعلن نجل الفنان عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر، حيث يعاني لتذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميّز بين معارفه. وللمرة الأولى في حياته، قدّم مسلسلا تلفزيونيا حمل اسم «حنان وحنين»، وعُرض في شهر رمضان من العام 2007. وشارك في المسلسل الفنان أحمد رمزي وسوسن بدر، وهو من تأليف وإخراج إيناس بكر. عُرض له فيلم «حسن ومرقص» مع الفنان عادل إمام الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين، وعُرض له فيلم بعنوان «المسافر» مع الفنان خالد النبوي. أما آخر أعماله، فهو فيلم «روك القصبة»، وهو الفيلم الذي شارك فيه عدد كبير من نجوم السينما العربية، ومنهم الفلسطينية هيام عباس، واللبنانيتان نادين لبكي ولبنى الزبال، والمغربية راوية سالم. صبحي: كيف لا يتم تكريم الشريف ؟ استنكر الفنان المصري محمد صبحي، عدم تكريم الدولة في بلاده للفنان الراحل عمر الشريف طوال مشواره الفني. وقال: «من يرشحون لجوائز الدولة موجودون في أماكنهم منذ أكثر من 50 عاما، فلا يمكن عزل أعضاء المجلس الأعلى للثقافة إلا بالموت، ولهذا لم يتم تكريم عمر الشريف». وأضاف: «لهذا السبب، ولعدم تكريم عدد كبير ممن يستحقون التكريم، (كتبت وصية أرفض فيها تكريم الدولة لي بعد مماتي)». عندما يفقد أعصابه عُرف عن الفنان الراحل عمر الشريف، أنه كثيرا ما يفقد أعصابه، وكان من أشهر المواقف في هذا الأمر، ما حدث في مهرجان الدوحة السينمائي «تريبيكا» في أكتوبر 2011، فقد أعصابه خلال المهرجان واعتدى على إعلامية كانت تريد التقاط صورة معه، طالبا منها أن تنتظر دورها، وهي الصحافية والإعلامية في قناة «الحرة» عائشة الدوري. وأظهر مقطع مرئي عُرض على مواقع عدة، وقد اقتربت منه الصحافية لتلتقط صورة معه، فوبخها طالبا منها إفساح المجال لأخذ دورها، وبعد ذلك تأسفت الإعلامية والتقطت الصورة معه. وعمر الشريف لديه تاريخ حافل بالأحداث المشابهة، وفي العام 2003 اتهم بالاعتداء على شرطي في كازينو في باريس، واتهم في العام 2007 بالاعتداء على مسؤول عن رَكن السيارات في بيفرلي هيلز. حياته العاطفية حياة عمر الشريف العاطفية ليست مليئة بالمواقف والمطبات كما يعتقد البعض، فقد تزوج من الفنانة فاتن حمامة العام 1954 بعد قصة حب كبيرة تُعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية، ومثّلا سويّا العديد من الأفلام، أولها «صراع في الوادي» وآخرها «نهر الحب»، وتطلقا العام 1974. وبعد ذلك لم يتزوج عمر الشريف أبدا. وفي الولايات المتحدة، انتشرت شائعات عن وجود علاقة حب بينه وبين النجمة العالمية الشهيرة إنغريد برغمان، ولكن لم يتم تأكيد أو نفي هذه الشائعات. فاروق حسني: صداقتي بالشريف منعت تكريمه رسميّاً | القاهرة ـ «الراي» | نعى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وفاة الفنان العالمي عمر الشريف، مؤكدا على فقدان فنان صاحب مشوار رائع في الحياة، قدّم أفلاما عظيمة تركت علامة، ويُعد واحدا من «أوسم» عشرة ممثلين في العالم. وقال: «عمر الشريف له تأثير حتى الآن رغم أن أعماله قليلة، وقد كرّم مصر بوجوده في الخارج، وكان مثالا عظيما لها، ولم يتم تكريمه رسميّا، ويُعد ذلك قصورا من الدولة». وأشار، إلى أن التقصير كان منه أيضا، أثناء توليه حقيبة الثقافة، ومنعتني صداقته معي من أن أتكلم عنه مع الرئاسة المصرية. جوائز الشريف 1966 • نال عمر الشريف جائزة «الغولدن غلوب» لأفضل ممثل العام 1966 في فيلم «الدكتور زيفاجو». 1962 • في العام 1962 رُشح لجائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعد في فيلم «لورانس العرب». 2004 • في العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية. 2004 • حاز أيضا في العام نفسه، جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم «السيد إبراهيم وازهار القرآن» لفرانسوا ديبرون. • حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله. • رشح لجائزة الغولدن غلوب 3 مرات: 1963 أفضل ممثل صاعد العام 1963 عن فيلم «لورانس العرب»، وفاز بها. أفضل ممثل مساعد العام 1963 عن نفس الفيلم، وفاز بها. 1965 أفضل ممثل درامي العام 1965 عن فيلم «دكتور زيفاجو»، وفاز بها.