أكد الكاتب والروائي العالمي التركي أورهان باموك الحائز جائزة نوبل للآداب العام الماضي في لقاء على هامش معرض القاهرة للكتاب مساء أمس مع المثقفين والإعلاميين، أن شعبيته في اللغة العربية -وهي اللغة الثانية التي ترجمت إليها أعماله- تأتي من خلال العوامل المشتركة بين الثقافتين العربية والتركية ومنها العادات فيالأمتين. وأضاف باموك أنه عندما كان يسير في شوارع القاهرة أدرك قربه من هذه الثقافة العربية، وتابع قائلا "هذا شعور مختلف عما كنت أشعر به من قبل لأننا نعيش على هامشالثقافة الغربية ولا ننتمي إليها". وأوضح باموك أن رواياته لا تتحدث عن الثقافة الغربية والمشرق لكنها كانت تتناول قضايا أعمق من ذلك.مضيفا أن "ثقافة العصور الوسطى متشابهة وبما أننا نملك الإرث المشترك فإنه علينا كمثقفين وسياسيين أن نواجه التحديات، وتلك هي قضيتنا". وحول العلاقة بين الحضارات قال باموك إنه لا يؤمن بنظرية الصراع "التي اخترعها الأميركيون وراح ضحيتها العديد من البشر"، مؤكدا أن هذا الصراع مجرد أكذوبة تهدف إلى تصوير المجتمعات الإسلامية على أنها تهديد للثقافة الغربية. وطالب الكاتب التركي الثقافة الغربية بأن تعيد النظر إلى الحضارة والثقافة الإسلامية، كما طالب الدول الإسلامية من جانبها بالسعيإلى تحسين أوضاعها السياسية والثقافية والاقتصادية. وتابع قائلا "المشكلة الكبرى للثقافة الإسلامية التي أنتمي إليها هي ضرورة الديمقراطية". وتحدث باموك عن موقفه من مذابح الأرمن واغتيال الصحفي الأرمنيهرانت دينك الذي وصفه بأنه أمر محزن، مشيرا إلى أنه يجب على الروائي أن يكون متوافقا مع نفسه لأن الإنسان -حسب قوله-هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يعيش آلام الشخصيات. وأوضح صاحب رواية "اسمي أحمر"أنه ليس روائيا سياسيا ولكنه يكتب ليكون دراميا وواقعيا، مقتبسا كلمة للأديب الروسي العالمي تولستوي "إذا كانت هناك شخصية تسيء إلى الرواية فحسّن من هذه الشخصية، وإذا كانت هناك شخصية أكثر مثالية فعليك أن تجعلها واقعية". وختم باموك بالحديث عن أعمال الأديب المصري الرحل نجيب محفوظ ووصفهبأنه روائي واقعي مثل بلزاك، وأنه يمكن أن يكون آخر الروائيين الواقعيين، مبديا إعجابه واهتمامه بطريقته وأسلوبه في الكتابة. وتعتبر الأوساط الثقافية في العاصمة المصريةالكاتب التركي أحد أهم ضيوف المهرجان الذي بدأت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي وتستمرحتى الرابع من فبراير/شباط القادم.