الرياض - وكالات: قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف ومستشار وزير الدفاع السعودي إن التحالف العربي لن يلتزم بأي هدنة لا يلتزم بها الحوثيون في اليمن. وأكد عسيري أن التحالف سيلتزم بالهدنة التي أعلنت الأمم المتحدة أنها ستدخل حيز التنفيذ بدءا من منتصف هذه الليلة، وذلك بشرط أن يعلن الحوثيون التزامهم بالهدنة وأن تضع الأمم المتحدة آلية لرصد أي خرق وتحميل المتسبب فيه المسؤولية. وأوضح أن موقف التحالف يأتي بناء على التجربة السابقة في الهدنة التي أعلنت في مايو الماضي والتي استغلها الحوثيون لإعادة نشر قواتهم واستهداف عدد من المواقع، وأكد أن أي هدنة من دون ضمان الشرطين سيكون "ضررها أكثر من نفعها". وقال عسيري إن الوضع مأساوي في اليمن بسبب تصرفات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأكد أن التحالف أصدر ألفا وخمسمئة تصريح لنقل مساعدات إنسانية عبر موانئ ومطارات اليمن، واتهم الحوثيين بتحويل مساعدات موجهة للمتضررين لفائدة قواتهم، وطالب الأمم المتحدة بوضع آلية للرقابة على الأرض تضمن وصول المساعدات لمستحقيها. ومن جانبه اعتبر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن الهدنة المعلنة تعتبر الفرصة الأخيرة لمليشيات الحوثي وصالح بالنظر إلى إساءة استغلال فرص سابقة. وقد أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ عن تفاؤله بأن تشكل الهدنة الإنسانية فرصة للتقدم في المباحثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار. وأشار ياسين إلى أن الهدنة الإنسانية ستشكل فرصة جديدة للحوثيين من أجل إثبات نواياهم في حل الأزمة، وذلك بعدما أضاعوا فرصتي الهدنة السابقة ومؤتمر جنيف. وأكد أن الضمانات الحقيقية للهدنة ستختبر في مدى التزام الحوثيين بوقف استهداف المدنيين والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية. من جانبه قال ولد الشيخ للجزيرة إن جميع الأطراف اليمنية قدمت ضمانات لاحترام الهدنة الإنسانية التي تبدأ الجمعة وتستمر إلى غاية نهاية شهر رمضان الكريم. وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق اليمنية، وقال إن قافلة مكونة من خمسين سيارة وصلت إلى عدن للمرة الأولى. وبدأت وكالات الإغاثة أمس بالاستعداد للإسراع في إيصال المساعدات التي يحتاج إليها ملايين اليمنيين المهددين بالمجاعة، مع أمل بهدنة إنسانية تستمر ستة أيام ودخلت حيز التنفيذ منتصف ليلة الجمعة السبت. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة إن الهدنة هي "أملنا الأخير" للوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى مساعدة. وأضافت أن سفينتين تحملان المواد الغذائية والوقود تنتظران الرسو قبالة سواحل مدينة عدن الجنوبية.. وفي بروكسل، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ومفوض المساعدة الإنسانية خريستوس ستيليانيدس "جميع الأطراف إلى احترام الهدنة والسماح بإيصال المساعدة في شكل تام ومن دون معوقات سواء نقلت جوا أو بحرا أو برا". وأمل الاتحاد الأوروبي بأن "يتم توزيع المساعدة في كل أنحاء البلاد وخصوصا في المناطق الأكثر تأثرا بالقصف والعمليات العسكرية، في عدن وتعز وصعدة وكذلك في العاصمة صنعاء"، مؤكدا أن "هذه الهدنة الإنسانية توفر فرصة فعلية لوضع أسس للمفاوضات في شكل حاسم. وبحسب الأمم المتحدة بات أكثر من 21,1 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي 80% من السكان، فيما يعاني 13 مليونا من نقص غذائي و9,4 مليون من شح المياه. وبحسب الأمم المتحدة، فإن النزاع في اليمن أدى إلى مقتل أكثر من 3200 شخص، نصفهم من المدنيين، منذ أواخر مارس. وستكون هذه الهدنة الثانية، منذ بدأ التحالف العسكري في 26 مارس غارات جوية ضد مواقع للحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على مناطق واسعة من اليمن، من بينها العاصمة صنعاء. وكانت هدنة سابقة في منتصف مايو استمرت خمسة أيام سمحت بوصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين جراء المعارك، لكن جهود الأمم المتحدة لإطالة أمدها فشلت.