بإعلان نتائج الثانوية العامة انتهى العام الدراسي متوّجاً الجهود.. ومطلقاً الفرح للمتميزين والناجحين، ولآبائهم وأمهاتهم، ولكل الأسر، وللمجتمع الإماراتي بأكمله على ما تم إنجازه وتحقيقه خلال عام دراسي حافل بالجدّ والعلم والعمل.. الفرحة الكبرى كانت من نصيب من غرسوا واعتنوا بهذا الحصاد، ألا وهم المعلمون والمعلمات، وجميع العاملين في الميدان التربوي، وكل من يقدم الخدمات المساندة لهذا القطاع الحيوي في مجتمعنا. بعد كل هذا الفرح ومظاهر الاحتفال وتكريم المجتهدين، تأتي لحظات من التأمل، تشق ضوضاء التفكير لتطرح السؤال الذي يتلقاه كل خريج جديد، وهو: وماذا بعد التخرج؟. ذلك السؤال المهم ربما لم يأخذه الطالب بمحمل الجد من قبل، لكن من المؤكد أنه قد خطر على باله وفكر وبحث ودرس بعض الخيارات المتوافرة، وأنه قد حدد اختياراته ولو مبدئياً، ولكن بعد الحصول على الشهادة تظهر على السطح معطيات واختيارات جديدة، ومتغيرات وتدخلات من اتجاهات عدة قد تُعيده إلى نقطة البداية، ويبدأ معها رحلة جديدة، وماذا أريد أن أكون في المستقبل؟ والنصيحة الأولى للخريج أن يهدأ، وأن يتجنب التشتت الذهني، وأن يستمر في قراراته السابقة دون تردد، إلّا إذا ظهر خيار جديد أفضل، وفي المجال نفسه الذي اختاره سابقاً. والنصيحة للعائلة كذلك هي تقدير الوضع النفسي لأبنائنا، فهم في مرحلة انتقالية مهمة من مراحل حياتهم، ويحتاجون للإرشاد والتوجيه، وأن تتجنب تقديم خيارات بعيدة عن رغبات وقدرات الأبناء، وأن تتجنب فرضها عليهم مهما كانت المبررات، فلكلٍ منا نظرته ورغبته، وإذا كانت هناك خيارات أفضل فطاولة النقاش والحوار الهادئ تتسع للجميع. ومن الرائع والمفيد أن تكون هناك معسكرات إرشادية للطلاب، خلال العام الدراسي، أو الإجازات المدرسية، يتم خلالها عمل اختبارات معينة، للتعرف إلى قدرات ورغبات الطلبة المهنية، وعرض فرص العمل المناسبة والتعريف بها وبمميزاتها، وأن يتم فيها تبني المتميزين في كل مجال ورعايتهم، حتى يتموا دراستهم الثانوية، ويلتحقوا بالجامعة المناسبة للمهنة التي تم اختيارها مسبقاً، وبالتالي نتجنب سلبيات التردد والتشويش، خلال هذه المرحلة من حياة أبنائنا، ونقدم الإجابة عن سؤال مهم في حياة كل طالب خريج وفي وقت مبكر. من الرائع والمفيد أن تكون هناك معسكرات إرشادية للطلاب، خلال العام الدراسي، أو الإجازات المدرسية. مدير إدارة شؤون الطلبة كلية التطوير التربوي