آخر عهدي بالكتابة الصحفية كان قبل عامين إلا خمسة أيام، عندما تعاطيت الـ"دردشة مع مسؤول تنفيذي " في المقال الأخير، وأعتقد أن "حوبته" كانت كبيرة.! كنت آنذاك أستعد للاحتفال بإطفاء شمعة عامي السادس من الكتابة في "الوطن"، ولم أكن أعلم أن تلك "الطقطقة" ستنتهي إلى غياب أطفأت خلاله شمعتي العام السابع والثامن "غيابياً".! قبل أيام، قيّض الله اتصالاً من العزيز رئيس التحرير، كانت مدته لا تتجاوز بضع دقائق، لكنها مكالمة "كاملة الدسم" من اللطافة والتفهم، حتى "طاح الحطب"، لأعود للكتابة من جديد بعد غياب 725 يوماً. لحظة موافقتي على العودة إلى الكتابة، نسيت آخر "دردشة" كتبتها قبل توقفي، ولم أتذكرها إلا بعدما أغلقت الهاتف مع رئيس التحرير! قلت في نفسي: أي مسؤول سيتقبل النقد بعد تلك "الدردشة المشؤومة"، و"كيف يعطيني وجه"، وهل أضمن تجاوبه معي؟! لذا كنت بين خيارين، أحلاهما مر: إما أن أخصص مقالاتي من الآن فصاعدا للمديح، وعليه سأبدأ بتوسيع جيوب ثيابي لتستوعب كمية الدعوات التي سأتلقاها "محفول مكفول" من تذاكر سفر وحجوزات فنادق، هذا عدا الهدايا التي تأتي تباعاً. أو أن أبحث عن حيلة أخرى، كالكتابة "متنكراً" حتى لا يعرف السيد المسؤول تاريخي الأسود معه! وبما أني "وجه فقر" كما يقول البعض، قررت الأخذ بالخيار الثاني. وطلبت من الزملاء بـ"الوطن" (من باب التمويه على المسؤول) السماح بتذييل مقالاتي باسمي الرسمي "هايل الشمري"، بدلاً من اسم الشهرة الذي كنت أكتب به سابقا (هايل العبدان)، فوافقوا على مضض. ولمن يسألني "وين الناس".. ها آنذاك صاحبكم القديم يطل عليكم (إن لم يحبسني حابس) باسم جديد، وزاوية جديدة كل اثنين وخميس. لنخرج عن النص، ونخرج بالتالي "البعض" عن طوره! ألقاكم الخميس القادم..