عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء) استنفرت وكالات الإغاثة الدولية أمس تمهيدا لإطلاق عمليات إيصال المساعدات إلى ملايين اليمنيين فور سريان الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة اعتبارا من فجر اليوم وحتى نهاية شهر رمضان، وسط إبداء الحكومة اليمنية عدم تفاؤلها بنجاح هذه الهدنة لغياب وجود مراقبين وبرنامج واضح، واستمرار انتشار متمردي «الحوثيين» وصالح في المدن. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة «إن الهدنة هي أملنا الأخير للوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى مساعدة»، لافتة إلى ان سفينتين تحملان المواد الغذائية والوقود تنتظران الرسو قبالة سواحل عدن. وبحسب الأمم المتحدة بات أكثر من 21,1 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي 80% من السكان، فيما يعاني 13 مليونا من نقص غذائي و9,4 مليون من شح المياه. وكانت هدنة سابقة في منتصف مايو استمرت خمسة أيام سمحت بوصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين جراء المعارك، لكن جهود الأمم المتحدة لإطالة أمدها فشلت بسبب انتهاكات الحوثيين. وجدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تفاؤله بسريان الهدنة الإنسانية، وقال في تصريحات لـ«رويترز» إن جميع الأطراف قدمت ضمانات بأن الهدنة ستحترم لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء اليمن. مقرا في الوقت نفسه أن المسائل السياسية الشائكة لن تحل على الفور وإنما تحتاج إلى مزيد من المناقشات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216. لكن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قال «إن الحكومة غير متفائلة بنجاح الهدنة الإنسانية»، وأضاف في تصريحات لقناة «الحدث» الإخبارية «بدون وجود مراقبين وبرنامج واضح، نحن غير متفائلين..والهدنة لم تتضمن أي مشروع كامل فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المتضررة. وتابع قائلا» طالما بقيت ميليشيات الحوثيين منتشرة في المدن وتقطع طرق المساعدات الإنسانية، فستظل هناك بؤر توتر مستمرة»، محملا الأمم المتحدة مسؤولية الوضع، وداعياً لإثبات جدارتها في إنهاء الأزمة. وأكد ياسين أن الحكومة اليمنية تفاعلت منذ البداية مع الدعوات الدولية لإعلان هدنة إنسانية وقدمت رؤية مكونة من تسع نقاط تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، وقال «نريد هدنة حقيقة تبدأ بإحلال السلام وعودة الأمن في اليمن عبر تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216»، داعياً في الوقت ذاته إلى رصد كل الخروقات التي سترتكبها ميليشيات الحوثيين مع بدء سريان الهدنة. ... المزيد