أميمة أحمد-الجزائر عُرض فيلم عملية مايو للمخرج عكاشة تويتة والذي تدور أحداثه إبان ثورة الاستقلال بالجزائر أمام الجمهور يوم الخميس في سهرة رمضانية بسينما ابن زيدون برياض الفتح في العاصمة. تدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية إبان ثورة التحرير، بطلها هنري مايو وهو ضابط فرنسي شيوعي فر من الجيش ومعه شحنة سلاح ليقدمها للمقاومين الجزائريين رفاقه بالحزب الشيوعي الجزائري الذي كان له جناح عسكري في الثورة. جرت أحداث الفيلم في غابة بينام في العاصمة حيث قام بعملية تهريب شحنة السلاح، ونقلها رفاقه إلى جبال البليدة، حيث أنشأ الحزب الشيوعي الجزائري فصيلا مسلحا لمقاومة الاستعمار الفرنسي يضم فرنسيين بينهم محارب قديم قاتل في إسبانيا مع الجمهوريين. وعلى مدى ساعة وخمس وأربعين دقيقة، تحدث الفيلم عن مشاركة الحزب الشيوعي الجزائري عسكريا وسياسيا في الثورة الجزائرية، حيث عمل على تحريض الفلاحين ليثوروا ضد استغلال الاستعمار الفرنسي لهم، ومن جهة أخرى تطرق إلى معاناة والدة هنري مايو بعدما أصبح ابنها ملاحقا من فرنسا وعميلها الباشآغا بوعلام، الذي أوشى به ورفاقه، فأعدمهم الجيش الفرنسي. وقال عكاشة للجزيرة نت إن مجموعة الممثلين بالفيلم لعبوا دور مناضلين في الحزب الشيوعي الجزائري وهم جزائريون وفرنسيون قاموا بعملية مايو في غابة بينام وتم تصويرهم بنفس المكان، مشيرا إلى أنه لا يجوز إقصاء أحداث تاريخية من التاريخ لخلاف إيديولوجي مع جبهة التحرير. وأضاف أن هذا هو أول فيلم جزائري يتحدث عن أصدقاء ثورة الجزائر، ووصفهم بـمجاهدي الثورة، قائلا إنهم استشهدوا لأجل الجزائر. وقال الممثل مناد مبارك -الذي لعب دور قائد عسكري بالفيلم- للجزيرة نت إن الفيلم هو إعادة اعتبار للإنسان مهما كانت أيديولوجيته، وليس من حق التاريخ إقصاء أحد لمعتقداته، مشددا على أهمية الإيمان بمبدأ الحرية والمشاركة في تحرير الجزائر. واعتبر المخرج سليم حكّار أن السينما تؤرخ للثورة، وأن فيلم عملية مايو يعيد النظر ببعض القضايا إبان الثورة الجزائرية، وأشار إلى أنهم لم يكونوا يعرفون أن للشيوعيين جيشا بالثورة مثل جيش التحرير الوطني، ووصف الضابط الفرنسي هنري مايو بـشهيد الثورة الذي كرّمته الجزائر عرفانا بتضحياته بإطلاق اسمه على المستشفى العسكري في باب الواد: مستشفى مايو. أما الناقد والمخرج لطفي بوسوسي فيرى أن الفيلم تعثر في السيناريو، إذ لم يعرف المشاهد دافع هنري مايو لقيامه بعملية تهريب السلاح لرفاقه وهو انتماؤه للحزب الشيوعي، إلا بعد ساعة من بداية الفيلم، وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن الفيلم أغفل الخلاف بين الشيوعيين وجبهة التحرير، والذي وصل إلى حد تصفية بعض مناضلي الحزب الشيوعي، لكنه ذكر أنهم انضموا لجبهة التحرير بآخر الفيلم، وعبّر عن اعتقاده بعدم جواز الانتقائية بالوقائع التاريخية. حضرت العرض الشرفي أخت هنري مايو، التي قالت للجزيرة نت إن الفيلم تحدث عن وقائع عاشتها يوم كان أخوها مطاردا من السلطات الفرنسية التي تقوم بمداهمة منزلهم باستمرار، وعلقت بأن كل ما عرضه الفيلم كان واقعيا. ومن حضور العرض شهيرة حاج موسى التي ترى أن أفلام الثورة تُعرّف الأجيال بتاريخهم، قائلة إن قراءة الكتب تراجعت أمام الإنترنت والتلفزيون. ويرى الإعلامي محمد بن حاحة أيضا أن تضحيات هنري مايو لا تقل عن تضحيات الجزائريين في كفاحهم للاستقلال. وتم إنتاج الفيلم -الذي يجيء في إطار خمسينية استقلال الجزائر- من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة.