بنا: أكد حقوقيون أن سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله شخصية لن تتكرر في السياسة العربية والسعودية، منوهين بمواقفه الداعمة للبحرين في أزماتها منذ ثمانينات القرن الماضي مرورا بموقف المملكة العربية السعودية في أحداث البحرين، وقالوا إن دوره البارز في القرارات الأممية المصيرية بالأمم المتحدة ومجلس الأمن قد اتسمت بالثبات والانحياز لمصالح الشعوب العربية والخليجية والإسلامية، وبصماته التي حفرها في تاريخ السياسة السعودية امتد أثرها على مجمل السياسة العربية خلال أربعة عقود. وقالت رئيسة جمعية المحامين البحرينية هدى المهزع إن الأمة الاسلامية والعربية فقدت رمزا من رموزها لن يتكرر، حيث يعتبر الأمير سعود الفيصل صرحاً سياسياً ظهر ووضع بصماته في المحافل الدولية والعربية وعزز مكانة دول مجلس التعاون الخليجي، وزاد اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن العربي، وسخر إمكانياته وجهوده منذ تولي المنصب الأهم في المنطقة، لتعزيز الروابط العربية والاسلامية. من جانبه، أعرب الأمين العام السابق للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور أحمد الفرحان عن تعازيه لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى، مؤكدا أن مملكة البحرين والأمة العربية والإسلامية تنعى سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وقال أن لسموه بصماته التي حفرها في تاريخ السياسة السعودية وامتد أثرها على مجمل السياسة العربية ومحاورها وما مرت به خلال العقود الأربعة التي تولى فيها سموه الحقيبة الأهم في حكومة المملكة العربية السعودية، وهي وزارة الخارجية، حيث رسم سموه الخطوط العريضة للموقف العربي والخليجي من قضايا كثيرة شهدتها المنطقة. وأضاف الدكتور أحمد الفرحان قائلا ان الأمير سعود الفيصل كان مهندس تفكيك الأزمات العربية والقضايا الشائكة ولعب دورا محوريا في الأزمة التي تعرضت لها مملكة البحرين، فلم تكن السعودية بعيدة عن حماية البحرين من مخططات خارجية أرادت أن تنال من قوميتها الخليجية والعربية والإسلامية، وقفت فيها السعودية بسياسة خارجية محنكة لتضع حدودا فاصلة لوقف مؤامرات تحاك ضد البحرين بل والوطن العربي. وفي سياق متصل، قال الحقوقي وعضو الهيئة الاستشارية بدول مجلس التعاون الخليجي والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان فريد غازي: نعزي أنفسنا والبحرين قيادة وشعبا لوفاة مؤسس مدرسة السياسة الخارجية الخليجية والعربية عبر أربعة عقود شهدت فيها الأمة العربية أحداثا جساما، فخلال فترة تولي سموه حقيبة الخارجية السعودية عاصر المغفور له حروبا وأزمات بدءًا من حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد ثم الحرب العراقية الإيرانية واحتلال بيروت وغزو الكويت ثم الاحتلال الأمريكي للعراق، وكان سعود الفيصل فيها فارس المرحلة الذي قاد المسيرة الدبلوماسية بحنكة في وسط تلك الأحداث الجسام. أما الأمين العام لجمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان فيصل فولاذ، فقد قال إن حنكة واقتدار المغفور له الأمير سعود الفيصل في قيادة دفة الدبلوماسية السعودية، الأمر الذي جعل كثيرين يلقبونه بـفارس الدبلوماسية، منوها إلى أن خبرته وثقافته الواسعة، كان لها بصمتها الواضحة للعيان خلال المؤتمرات الصحفية، فقد كان متحدثا لبقا لا تتعثر كلماته، واستطاع إدارة الكثير من الملفات العربية الشائكة، ففي لبنان والتي صنفت حربها الأهلية كأصعب القضايا التي عاشتها المنطقة خلال الفترة من أبريل 1975م حتى أكتوبر 1990م، حققت الدبلوماسية السعودية اختراقا نوعيا ووصلت بالأزمة إلى الهدف المنشود، حيث نجح الفيصل في جمع كل أطراف الصراع في أغسطس عام 1989 بالمملكة العربية السعودية ولعب دورا في تذليل العقبات بين الأطراف المتصارعة، ليوقع الجميع اتفاق الطائف الذى أنهى المجازر والصراعات الدموية التي عاشتها لبنان طوال هذه الفترة. من جانبه، دعا الحقوقي ورئيس جمعية الحقوقيين البحرينية عبدالجبار الطيب، راجيا من الله العلي القدير أن يتقبل الفقيد الغالي بواسع رحمته، مؤكدا على أن سموه كان الدبلوماسي الغيور على قضايا الأمة وصاحب المواقف القوية تجاه محاولات إضعاف الأمة العربية والإسلامية، وقال إنه بات من المتفق عليه أن حقوق الإنسان جزء من السياسات الخارجية لدول العالم، وقد كان الفقيد رحمه الله دقيقا في اتخاذ المواقف التي تضمن لبلادنا سيادتها كون سيادة دول الخليج كل لا يتجزأ، وحافظ من خلال موقعه على توازنات هامة في الملف السياسي والحقوقي ولعب دورا في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية لم يكن لأي شخصية أخرى أن تلعبه بحنكة غير مسبوقة، أسست لمنظور عالمي يقدر حجم السعودية والخليج العربي وكل الأمة العربية والإسلامية.