فيما جدد تيار المستقبل اللبناني انتقاداته الشديدة إلى حزب الله لقتاله في سورية، قالت مصادر مطلعة أمس، إن الحزب واصل خسائره خلال قتاله إلى جانب قوات بشار الأسد، مشيرة إلى سقوط عدد كبير من عناصر الحزب على أيدي الثوار من فصائل المعارضة السورية خلال اليومين الماضيين في المعارك الدائرة حاليا في بلدة الزبداني. وأشارت المصادر إلى مقتل تسعة من عناصر حزب الله على الأقل، إضافة إلى سقوط عشرات المصابين بسبب ضراوة القتال، لافتة إلى أن الحزب أعاد أكثر من 34 جريحا أصيبوا خلال اليومين الماضيين. في الغضون، كشفت مصادر أمنية أن ثلاثة من فصائل المعارضة السورية هددت باستهداف الأراضي اللبنانية، بسبب سماح الحكومة لحزب الله بالخروج من لبنان بمقاتلة الثوار السوريين، واستخدام الأراضي اللبنانية لإطلاق الصواريخ والقذائف على المقاومة السورية. وقالت مصادر مطلعة إن قوات من الجيش السوري الحر، وحركة أحرار الشام، إضافة إلى مسلحي جبهة النصرة حاولوا اجتياز الحواجز العسكرية اللبنانية باتجاه عرسال والقاع ورأس بعلبك خلال الأيام الماضية، ردا على عبور آليات ومدفعية وبطاريات صواريخ لحزب الله إلى غرب بلدة الزبداني من أجل محاصرتها، كمقدمة لاستعادتها وإعادة تحصينها لمنع مقاتلي الثورة من بلوغ دمشق عبرها، بعد أن اقتربت معركة إسقاط العاصمة، وهي الخطوة ما قبل الأخيرة للإطاحة بنظام الأسد. وكان الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، وجّه انتقادات لاذعة أمس إلى حزب الله وقتاله إلى جانب نظام الأسد، وقال "من المؤسف أننا نعيش في زمن هرب البعض من معركة القلمون إلى معركة الزبداني، بحثا عن انتصارات وهمية، لن تغير شيئا في حقيقة سقوط الأسد". ورفض الحريري كذلك، تهديدات رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، بالخروج إلى الشارع لإرغام الحكومة على إقرار التعيينات العسكرية، والإتيان بصهره على رأس قيادة الجيش، مؤكدا الحاجة إلى التضامن وتحصين لبنان في وجه عواصف المنطقة. وفي سياق آخر، أكد وزير العدل اللبناني أشرف ريفي لدى استقباله وفدا من أهالي العسكريين المختطفين في مكتبه في الوزارة أمس، إن هناك متابعة حثيثة لحل ملف العسكريين المختطفين، وأن الحكومة تبذل ما في وسعها من جهود لوضع حد للأزمة. إلى ذلك، حلقت طائرة تجسس إسرائيلية من دون طيار أمس، فوق كثير من مناطق جنوب لبنان، وأشار مراقبون إلى توسع تحليق هذه الطائرة الإسرائيلية على علو متوسط بأجواء مدينة مرجعيون والقرى المجاورة لها ، قبل عودتها إلى الأراضي المحتلة.