تونس: المنجي السعيداني كشف عدنان الوحيشي، مدير المعهد التونسي للتراث، عن سرقة تمثال نادر يعود إلى القرن الخامس الميلادي من المتحف المسيحي المبكر بقرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. وقال الوحيشي لـ«الشرق الأوسط»، إن التمثال «غانيماد» مصنوع من المرمر الأبيض ولا يزيد طوله على 49 سنتمترا وهو يمثل «الميثولوجيا الإغريقية». وأشار الوحيشي إلى ضرورة إرجاع هذا التمثال النادر إلى المتحف نفسه، وقال موجها كلامه لمن استولى عليه: «من الصعوبة التفريط في قطعة أثرية نادرة بهذا الشكل». وأضاف أنها «قطعة أثرية ذات قيمة فنية وتاريخية لا يمكن تقييمها، وفقدانها خسارة غير قابلة للتعويض»، على حد قوله. وأشار الوحيشي بالمناسبة إلى ضرورة مراجعة أنظمة مراقبة المتاحف التي تبقى في حاجة ماسة إلى التعصير وتجاوز المراقبة البشرية. وبشأن ما اتخذ من إجراءات لمحاصرة الجناة وإرجاع المسروق، قال الوحيشي إن معهد التراث بعده المعني بالموضوع، أشعر كل الأطراف المتدخلة في مجال مقاومة سرقات التراث، وأعلم، على حد قوله، أعوان الأمن والقمارق ومراكز الديوانة والشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) ووزارتي الداخلية والعدل في تونس. وبعد ثلاثة أيام من حصول السرقة نهاية الأسبوع المنقضي، لا تزال التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات السرقة وكيف جرت ومن يقف وراءها. و«غانيماد» مستوحى من اسم أكبر قمر في المجموعة الشمسية، وهو من ناحية الحجم أكبر كوكبي عطارد وبلوتو، وهو يقابل من حيث موقعه كوكب المشتري. وتزخر تونس بالآلاف من القطع الأثرية النادرة، وتشير تقارير أمنية إلى انتشار عصابات البحث عن الكنوز وتنامي أعمال الحفر في المناطق الأثرية المنتشرة على كامل تونس. وكانت الأشهر التي أعقبت ثورة 14 يناير (كانون الثاني) 2011 قد كشفت عن استيلاء عائلة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي وأصهاره على عدد كبير من التحف الأثرية التي زينت منازلهم. ولا تزال الكثير من التحف الأثرية التونسية من العهد الروماني والعهد الإسلامي، تحت التراب.