×
محافظة المنطقة الشرقية

رئيس هيئة الأركان اليمني لـ«عكاظ»: 70 % من القطاعات العسكرية مع الشرعية

صورة الخبر

مع تقلبات الطقس الذي شهدته الكويت خلال الأيام الثلاثة الماضية، وانتشار الغبار في الأجواء التي أثرت على الملاحة البحرية، كان هناك على الطرق الخارجية للكويت شمالا وجنوبا ضيف غير مرغوب فيه، تمثل في رمال «السافي» التي زحفت من الصحراء على الطرق الرئيسة وطمست معالمها، لتسبب أزمة حقيقية لقائدي المركبات الذين غاصوا في الرمال، أعاقت حركة السير وتسببت في اغلاق بعض الطرق والمداخل وأدت إلى حوادث انقلاب وتصادم خطيرة. السافي الذي تسرب بكثافة كبيرة نتيجة سرعة الرياح على جوانب الطرق لاسيما المناطق المكشوفة والطريق المؤدية لمدينة صباح الاحمد السالمي والعبدلي، لم تسلم منه المناطق الداخلية أيضا، حيث تضررت من تراكم الاتربة على أطراف شوارعها. «الراي» جالت على بعض الطرق في المناطق الشمالية التي تعتبر أكثر المناطق تضررا ورصدت على أرض الواقع أزمة السافي بالصوت والصورة، حيث شوهدت الرمال وهي تزحف باتجاه الطرق لتغيب معالمها، كما شوهدت السيارات التي ضلت خطوط الطريق فانحرفت وغاصت في الرمال. على أحد الطرق يقف المواطن فواز الحربي مع ابنائه الصغار أمام سيارة مقلوبة تبين لاحقا انها تعود لابنه عبدالرحمن الذي انقلبت به قبل ساعة، وجاء للموقع بعد أن اسعف ابنه للاطلاع على الاضرار التي لحقت بالسيارة. يقول الحربي «سبحان الله اتصلت على ابني عبدالرحمن في لحظة الانقلاب وتفاجأت بأن احد الاشخاص يرد على الهاتف وابلغني بانقلاب سيارة عبدالرحمن فانطلقت مسرعا لموقع الحادث ووصلت مع وصول سيارة الاطفاء حيث قام رجال الاطفاء بقطع أجزاء من السيارة لإخراج عبدالرحمن الذي انحشر داخل المركبة». واضاف الحربي الحمد لله اصابة ابني لم تكن خطيرة ونقل إلى مستشفى الجهراء لتلقي العلاج لافتا الى ان سبب الانقلاب أكوام الرمال على الطريق التي قذفت السيارة بقوة على ناحية البر. وطالب الحربي الجهات المختصة بوضع حلول سريعة لمعالجة المشكلة التي تهدد حياة قائدي المركبات وقد تنهي حياتهم او تسبب في اعاقتهم الى جانب الاضرار المادية والقلق النفسي. وفي موقع اخر انقطعت السبل بقائدي المركبات لعدم قدرتهم على العبور لطريق وصلة طريق السالمي الذي اغلقته الرمال ما اضطر بعضهم للدخول عكس السير للوصول إلى مبتغاه وتحولت الوصلة لتجمع عدد من قائدي المركبات الذين لم يخفوا تذمرهم من الوضع وحملوا الحكومة السبب لعجزها عن حل مشكلة«السافي». استنفار الأشغال اختفاء الخطوط الارضية والارصفة على الطرق الرئيسية دفع المسؤولين في وزارة الأشغال العامة إلى وضع علامات ارشادية تحذر من الاقتراب من السافي. وقرب الطريق المؤدي إلى السالمي يقف مدير مشروع ازالة الرمال في المنطقة الشمالية المهندس فواز الخالدي للاشراف وإعطاء التعليمات للجرافات بفتح الطرق المغلقة حيث قال لـ«الراي»إن«مهمتنا ازالة جميع العوائق على الطرق والشوارع وازالة جميع الرمال ونقلها بنسافات كبيرة إلى مكان تجمع الرمال في السكراب ولدينا مهندسون منتشرون في كل المواقع ونتلقى بلاغات من بدالة وزارة الاشغال على رقم 150 كما أننا نتلقى بلاغات من عمليات المرور». وأضاف الخالدي ان مشكلة الرمال المتراكمة تكمن في الالسنة والأجزاء الصغيرة على الطرق السريعة وتفاوت المساحات المتضررة، مؤكدا ان«طريق الصبية والسالمي كانا مغلقين وإزالة الرمال وفتح الطريق. واشار إلى أن أكبر التحديات التي تواجهنا سرعة الرياح وسرعة تجمع الرمال، وان الحلول التي نقوم بها موقتة وليست جذرية». واكد ان عدم اتباع الارشادات وإجراءات الامن والسلامة تسبب الحوادث التي تكثر نتيجة تراكم الرمال ونحن نقوم عندما نصل للموقع بوضع لوحات ارشارية ثم نجمع الرمال وكنس الارضية بعدها يتم فتح الطريق. وأكد أن«قيمة المشروع لإزالة الرمال بلغت 750 ألف دينار لمدة ثلاث سنوات، وثمة تعاون مع معهد الأبحاث العلمية لايجاد حلول لهذه المشكلة التي نأمل ان تنتهي». وزاد«يعتبر مشروع إزالة الرمال عن الطرق من أهم المشاريع التي تطرحها وتنفذها وزارة الأشغال العامة، حيث يهتم هذا المشروع بإزالة الرمال التي تتراكم على الطرق، وخصوصا الطرق السريعة، حيث ان موجات الغبار وسرعة الرياح وهبوب العواصف الترابية المستمرة التي تتعرض لها البلاد وخصوصا في فصل الصيف، تؤدي أكثر الأوقات الى ترسب وتراكم تلك الرمال على هذه الطرق، ما ينتج عنه إما ترسب ألسنة ترابية خطرة، أو اغلاق أماكن كاملة بالطرق مما تشكل خطرا كبيرا جدا على مرتادي هذه الطرق». وأكد أن وزارة الأشغال تعمل جاهدة على حل هذه المشكلة من خلال العمل على إزالة هذه الرمال المتراكمة بأقصى سرعة ممكنة من خلال توفير جهاز فني من مهندسي الوزارة يتميز بخبرة كبيرة وكفاءة عالية وقادرون على العمل في اصعب الأوقات وأشد الظروف، وخاصة أوقات الطوارئ التي تؤدي بعض الأوقات الى انعدام الرؤية لتحديد أماكن ترسب وتراكم الرمال على الطرق والإشراف على مقاول المشروع أثناء العمل على إزالتها حفاظا على أمن وسلامة مرتادي الطريق كما تعمل ايضا على توفير كافة ارشادات وأدوات الأمن والسلامة واللوحات التحذيرية التي تعمل على تنبيه مستخدمي الطريق بوجود رمال، كما تعمل على توفير كافة المعدات والاليات اللازمة للعمل على إزالة الرمال عن الطرق وتحديد أسباب تجمعها والعمل على تفادي تلك المشكلة. وخّـر الكاميرا... اللي فيني كافيني ! على أحد الطرق كان أحد المواطنين يحاول إخراج سيارة النقل الصغيرة المحملة بالاعلاف من الرمال الكثيفة دون جدوى، وانتهت كل محاولاته بالفشل للخروج من وسط الرمال، إذ حالت الرمال المتراكمة دون اكمال طريقه الى اغنامه التي تنتظر وصول الأعلاف. المواطن رفض التقاط صورة له او الافصحاء عن اسمه، واكتفى بالقول «وخّر الكاميرا، اللي فيني كافيني طالع للحلال وحاولت أعبر الطريق المغطى بالرمال وتفاجأت ان السيارة علقت بالرصيف الذي اختفت معالمه وكل المحاولات و(القلص) الذي معي انقطع والمشكلة ان الحلال ماعنده علف». وصب المواطن جام غضبه على الحكومة التي اعتبرها مقصرة في عملها وليس لديها حلول لمشكلة توفير طريق آمن للمواطنين. 27 «تراكتور» لإزالة الرمال فيما دعت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني في وزارة الداخلية مرتادي الطريق إلى أخذ الحيطة والحذر من التقلبات الجوية وخطورة الكثبان الرملية في بعض الطرق، قالت إن الإدارة العامة للمرور تقوم، بالتعاون مع وزارة الأشغال والبلدية والدفاع المدني، بالتعامل مع الكثبان الرملية وكل ما من شأنه عرقلة حركة السير أو التسبب بالخطورة على مرتادي الطريق. وأضافت في بيان أنه تم توزيع 6 تراكتورات على طريق الوفرة، و5 آخرين على طريق أم صفق، و2 على طريق العبدلي، والصبية 6 والسالمي 4 وطريق الدائري السادس تراكتور واحد، ومنطقة كبد حتى قاعدة أحمد الجابر 3 تراكتورات، بالإضافة إلى تكثيف الدوريات من قبل شرطة النجدة والمرور والأمن العام لتقديم أي مساعدة لمرتادي الطريق. ودعت الجميع إلى الاتصال على هاتف الطوارئ 112 للإبلاغ عن أي حوادث أو حالات عرقلة لحركة السير أو تراكم للكثبان الرملية. معهد الأبحاث: ملايين ضائعة... والحل في دراساتنا حمل الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور علي الدوسري قلة الدعم المادي للأبحاث العلمية والدراسات وراء تفاقم مشكلة السافي التي تكلف الدولة ملايين الدنانير دون أن تضع له حلا علميا نهائيا، مؤكدا أن الحل لهذه المشكلة في تطبيق الدراسات العملية. وأشار الدوسري في تصريح لـ «الري» إلى أن إزالة الرمال المتراكمة من قبل المقاولين في وزارة الاشغال يكلف الدولة ملايين الدنانير دون فائدة فلماذا لا يدعمون معهد الابحاث بنفس الميزانية لتنتهي المشكلة إلى الابد. وأشار الى ان الحل بإنشاء الاحزمة الخضراء وزراعة النباتات الصحراوية التي تصد تراكم رمال «السافي» مؤكدا أن «النباتات الصحراوية مثل الرمث والعرفج والكداد والعوسج والحنظل والثمام تسهم في حماية مناطق السالمي والصبية وكبد والعبدلي والوفرة والزور». وأكد أن معهد الأبحاث يعاني من قلة الدعم المادي لعمل الابحاث والحلول العلمية، متمنيا أن تخصص وزارات الدولة 5 في المئة من ميزانيتها لدعم معهد الابحاث في مسألة الابحاث والدراسات العلمية. «الداخلية»...متحركة أيضاً استوقف رجال وزارة الداخلية محرر ومصور «الراي» أكثر من مرة بسبب تصويرهم للطرق والشوارع الرئيسية، للاستفسار عن سبب التصوير. وأبدوا تفهماً لمهمة الفريق الصحافي لعمل تحقيق ميداني حول مشكلة الرمال المتحركة، بعد أن تأكدوا من البطاقة الوظيفية للزميلين.