ما أثارته صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار، عن الشجار الذي دار بين الاسباني بيب جوارديولا مدرب نادي البايرن ميونخ الألماني، وبين لاعبه المهاجم توماس مولر، وما انتهى عليه الوضع بعد الحصة التدريبية المغلقة، التي جرت في النادي البافاري استعدادًا للموسم الجديد، من السهل جدًا الاستخلاص ومن خلال الواقعة للمزيد، من الأمثلة والمشاهد والعبر، من السهل أن تلامس أربعة من الاتجاهات المهمة، التي تعني المدرب، واللاعب، وأيضًا النادي والاعلام، وبعد التركيز على أن الحدث وقع في أحضان، أحد أفضل أندية العالم على مستوى الادارة المتقدمة، وأيضًا المستوى الاحترافي المتميز من الانضباط والالتزام، وبدر من أكثر اللاعبين هدوءًا، بعد المقارنة الى ما كان يتعرّض له من مضايقات من المدافعين في مناسبات أخرى وخلال المباريات.! ما يمكن نقله من صور لمجتمعاتنا ومؤسساتنا وفرقنا العربية خاصة، لا يبتعد عن الاشارة، الى الضرورة في التعامل مع اللاعبين في نفس القياس، من الطبيعة البشرية، التي يمكن أن يصدر لردود الفعل منها الكثير وفي مستويات، بسيطه، بغض النظر عن قيمة احترافية وخبرات متقدمة، والتي ليس من السهل أن تتصدى لحالة عدم اتزان من اللاعب في ثوان معدودة، وعدم قدرة في السيطرة على بعض الانفعالات، فاللاعب هو نفس اللاعب، كتلة بشرية ومجموعة من الأحاسيس، يتوجب التعامل معه على هذا الأساس، ليس عقودًا احترافية، وأيضًا قوانين وتعليمات وأنظمة.! لقد قدّم بيب جوارديولا هو الآخر صورة وقيمة كبيرة، يتوجب التدقيق عليها من قبل المدربين، وبعد التركيز على الثقة بالنفس والاعتداد بالقدرات التي يملكها، والتي تجعل منه أكبر قدرًا وقامه، من أي لاعب يكون تحت إشرافه، وفي الرسالة الأخيرة التي حاول جوارديولا ايصالها، لا يمكن اختزالها على مستوى مولر وحده، بقدر ما يمكن أن يصل مداها لجميع لاعبي النادي، خاصة في ظل عدم رضا المدرب، عن النهاية غير السعيدة التي انتهى عليها حال الفريق في دوري الابطال، والتي كان يمكن أن تكون أفضل حالاً بالقليل من التركيز وحالة أخرى من الانضباط، والجدية في التعامل مع اللحظات الصعبة.! وبين الرسالتان اللتان، بلغتا اللاعب والمدرب، تحتاج أيضا الأندية العربية، أن تتمعن أيضًا في الأدوار التي يفترض ان يلعبها الاعلام، والمهام التي يكون مناطًا بها، وليس شرطًا، أن نقول اليوم إن صحيفة بيلد الالمانية، ولأنها نشرت الخلاف بين جوارديولا ومولر، أنها تسعى لاثارة المشاكل، وإظهار حالة من التصدّع في النادي البافاري، ذلك أن المؤسسات الرياضية، يتوجب، أن تتقبل النقد، واظهار الحقائق والمشاهدات، مثلما يكون تقبلها للأشادة والاطراء، وفي المشهد الألماني، صورة جيدة، لواقع تحتاج الأندية العربية عامة وأيضا الاتحادات، أن تقدر مكتسباته، ليس كمثل ما نتابعه، من تدخلات غير مشروعة، لبعض الشخصيات النافذه، لتعطيل أدوار ومهام بعض الصحف، وتجميد أنشطة مجموعة من الصحفيين، بسبب اعتقادات خاطئة، ورهان غير دقيق، أن المسؤول معصوم من الأخطاء، وأن النادي لا يعرف إلا النجاح.!!