جدل حاد وانعزال وامتناع عن الكلام، كلها ممارسات وعلامات شائعة لتوتر العلاقة بين الأم وابنتها المراهقة حسب ما يؤكده الخبراء في مجال العلاقات الأسرية. وتقول صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية -في مقال كتبته إليزابيث برنشتاين- إن الوالدة غالبا ما ترى في ابنتها الشابة أنها امتداد لها، في وقت تكون فيه الابنة المقبلة على الحياة منشغلة بتكوين شخصيتها وهويتها المستقلة. وفي كثير من الأحيان تكون الأم علاقة مع ابنتها أمتن بكثير من تلك التي تربطها بابنها، ويعتقد الخبراء أن سبب ذلك يعود إلى رغبة الأم القوية بأن تتجنب ابنتها الأخطاء التي ارتكبتها هي في بداية حياتها. وتقول الكاتبة أن الأم تسعى دوما إلى توفير فرص لابنتها حرمت منها هي، وتحاول أن تضمن حب ابنتها لها بل وأن تجعلها مثلها. تقليديا، الابنة المراهقة لا ترغب بأي من تلك المحاولات من جانب الأم، ولا ترى فيها إلا محاولة للتحكم والسيطرة عليها ناتجة عن عدم ثقة الأم بها وبخياراتها وقراراتها. ويشير الخبراء إلى أن الخلاف بين الأم والابنة المراهقة قد تطور سلبا في الفترة الأخيرة وبات يبدأ في مرحلة مبكرة أكثر من السابق، حيث تسجل حالات ليست بالقليلة لخلافات بين الأمهات وبناتهن في سن العاشرة والحادية عشرة. وترى الكاتبة أن هناك عدة أسباب لبداية الخلاف المبكر بين الأمهات وبناتهن، ومن بينها تغير العادات الغذائية التي أدت إلى بلوغ البنات في مرحلة مبكرة أكثر من السابق، إضافة إلى غزو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح يكشف المراهق والطفل لشتى أنواع البشر. وتنقل الكاتبة عن ليسا براتمان المتخصصة في العلاج الأسري في ولاية نيويورك أن انكشاف البنات على الإنترنت جعل الأمهات أكثر قلقا عليهن، ويشعرن بأن عليهن فرض رقابة أكثر صرامة على بناتهن اليافعات. وبما أن البنات عادة ما يكن أكثر صراحة في الكشف عن مكنونات أنفسهن من الأولاد الذكور، فغالبا ما يقمن بالرد لفظيا على محاولات الرقابة والحماية التي تقوم بها الأمهات، ويكون ذلك سببا لمواجهات تتطور إلى عنف لفظي وربما جسدي. ويرى الخبراء أن على الأمهات أن يكن أكثر ترويا في هذه المرحلة الحساسة وألا يقمن بمحاولات مباشرة لفرض رؤيتهن على بناتهن. وينصح الخبراء كذلك أن تتجنب الأم بأي شكل من الأشكال النقاشات الحادة، وأن يقمن بالانسحاب بذكاء وسلاسة من أي مناقشة ترتفع فيها الأصوات والانفعالات ويستطعن بعد ذلك فتح الموضوع ثانية في وقت آخر تكون فيه النفوس قد هدأت.