×
محافظة المنطقة الشرقية

كاميرات تصوير فائقة الجودة لعناصر شرطة أبوظبي

صورة الخبر

أكدت الدكتورة حصة الوايلي مديرة عام الإدارة العامة للتوعية الإسلامية بتعليم البنات سابقا أن المدرسة هي الميدان الرئيسي في النظام التعليمي لتطبيق التوعية الأمنية وغرس الحس الأمني لكون الطالب يمر من خلال مراحله العمرية على المفاهيم الأمنية والمهارات التي تعزز جوانبها أو يتلقى تلك المفاهيم بأساليب منهجية ومناشط مخطط لها. وأضافت أن مجالات التوعية الأمنية من المجالات التي يجب أن تستهدفها الخطط والبرامج التربوية والتعليمية لأهميتها على مستوى الفرد والمجتمع فالأمن الفكري هو إحساس المجتمع بأن منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بين أفراد داخل المجتمع ليس في موضع تهديد من فكر متطرف فمصادر تهديد الأمن الفكري متعددة وتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري ومثيري الفتن ودعاه الفرقة. وصدر لها كتاب باسم «الأمن الفكري مسؤولية أسرية ومهام تربوية» ناقش التحديات والتجارب في مجال التوعية الأمنية وركز على جهود المملكة في ذلك وبيان دور الأسرة والمدرسة في ترسيخ مفهوم الأمن وبيان مفهوم الأمن الفكري ومعوقاته وبيان منزلة الأمن في الإسلام. المفهوم الشامل للأمن يتجاوز معالجة السلوكيات إلى وقاية المجتمع من كل خطر انحرافات فكرية * من يتابع الوضع الراهن يرى انحرافا فكريا خصوصا لدى فئة الشباب ما السبب برأيكم؟ - إن المتأمل فيما يجري ويحصل في هذا الزمان من المصائب والفتن المختلفة التي تجعل الحليم حيرانا ليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) الألباني صححه الترمذي، فالأمن يعد بمفهومه الشامل من أهم المتطلبات الأساسية للحياة الإنسانية ولا يمكن أن يستغني عنه إنسان بأي حال من الأحوال كونه حاجة إنسانية ملحة لا يستطيع أي مجتمع بغيابه أن يعيش ويمارس دوره في التربية والبناء والتنمية وطالما أن الأمن يحتل هذه المساحة الهائلة من اهتمامات الأفراد والجماعات والأمم والشعوب فإنه ينبغي التوسع في تعريف الأمن وأن يرتاد آفاقاً أخرى من شأنها القيام بواجب التوعية الأمنية لمختلف شرائح المجتمع وأن يستشعر الجميع لذلك الواجب الديني والوطني الذي يملي على كل فرد أن يضع في عنقه مسؤولية المشاركة في دعم الأمن حسب جهوده وإمكاناته المتاحة. الدور التربوي * برأيك من أين تنبع أهمية الأمن الفكري، وما دور المؤسسات التربوية في ذلك؟ - أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بالدين وأساس ذكره وعلوه ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة اجتماع الكلمة ووحدة الصف واستقامة السلوك واثبات الولاء وتصحيح الانتماء لذا يجب أن نقرر ابتداءً أن الأمن لا يعني مجرد معالجة حوادث وسلوكيات منحرفة شذت عن مبادئ الدين وقواعد الاستقامة فحسب بل يتجاوز ذلك بمعناه الشامل وأفقه الرحب إلى وقاية المجتمع من صور الانحراف والشذوذ كلها التي تهدد استقراره وتسهم في ضلال أفراده وغوايتهم ونحسب أن من أنجح الوسائل الوقائية في هذا السبيل ما يتعلق منها بالجانب الفكري، أو ما يمكن تسميته بالأمن الفكري، والأسرة والمدرسة هما أهم المؤسسات التربوية التي يكتسب من خلالها أفراد المجتمع بكل مراحله العمرية مهارات الحياة والجوانب المعرفية النافعة لهم. أهمية المدرسة * هل تعد المدرسة هي المنطلق الأهم لتطبيق التوعية الأمنية بين أبنائنا؟ - بالطبع فالمدرسة هي الميدان الرئيسي في النظام التعليمي لتطبيق التوعية الأمنية وغرس الحس الأمني لكون الطالب يمر من خلال مراحله العمرية على المفاهيم الأمنية والمهارات التي تعزز جوانبها أو يتلقى تلك المفاهيم بأساليب منهجية ومناشط مخطط لها ولا شك أن مجالات التوعية الأمنية من المجالات التي تستهدفها الخطط والبرامج التربوية والتعليمية لأهميتها على مستوى الفرد والمجتمع فالأمن الفكري هو إحساس المجتمع بأن منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بين أفراد داخل المجتمع ليس في موضع تهديد من فكر متطرف فمصادر تهديد الأمن الفكري متعددة وتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري ومثيري الفتن ودعاه الفرقة. آثار الانحرافات * وماذا يترتب على آثار الانحراف الفكري لدى ناشئتنا؟ - يترتب على ذلك آثار كثيرة منها: شق عصا الطاعة وحرب لاجتماع الكلمة، قال تعالى:(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) سورة النساء آية 59 ، كذلك يترتب عليه التنفير من الدين فديننا الإسلامي يأبى العنف ويحرم الظلم وينهى عن القسوة، قال تعالى: ((خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين)) سورة الأعراف آية 199، وكذلك إهدار طاقات الشباب الذين يقومون بأعمال الفكر المنحرف فهم شباب لديهم قدرات وأفكار حيوية لابد أن تسخر ملكاتهم تلك وطاقاتهم فيما ينفع البلاد والعباد بدلاً من أن تصبح فسادا وتغدو رمادا، إضافة لضياع الأمن وشيوع الفوضى والأمن هو أساس الرخاء وعنوان النماء. اضطراب الفكر * هل اضطراب الأمن الفكري يؤدي إلى إضعاف الهوية وانتشار الأفكار المنحرفة؟ - ليس ذلك فحسب بل إن اضطراب الأمن الفكري يؤدي إلى إضعاف الهوية وفقد الثقة في الثوابت وظهور العقائد الفاسدة وانتشار الأفكار المنحرفة التي تضعف كيان المجتمع وتفككه والإخلال بالأمن الفكري، ولا يقتصر على فرد بعينه وفئة دون غيرها، بل يعم كل أفراد المجتمع دون استثناء، لذلك عملت المملكة على تعزيز الأمن الفكري وصيانة فكر أبناء المجتمع وحمايته من مختلف الانحرافات منطلقة في ذلك من عقيدتها الإسلامية وثوابتها الشرعية الداعية للمحافظة على الضرورات الخمس والتي جاء الدين بحفظها( الدين والنفس والعقل والعرض والمال) ويقع على الإعلام واجبات في الحفاظ على الأمن الفكري وذلك بالتركيز على مقاصد الإسلام الأساسية ووسطيته وأخلاقه والتحذير من التطرف الفكري والسلوكي والأخلاقي وإبراز أهمية الأمن ودرء الفتن وتعزيز القيم الأخلاقية في النفوس من خلال عدم نشر أي مادة إعلامية تخدش الحياء أو تثير الغرائز والعناية بالبرامج التي تعمق قيم المواطنة في نفوس الشباب وتدفعهم إلى القيام بدورهم الاجتماعي المأمول. دور المساجد * كيف ترون دور المساجد في التوعية ضد الأفكار الضالة والمنحرفة ؟ - المساجد لها دور كبير يتمثل في بيان موقف الإسلام من التكفير لخطورة النتائج المترتبة على ضوء مقاصد الإسلام وغاياته بالإضافة إلى ترسيخ وسطية الإسلام واعتداله وعدالته والتوعية بالأفكار الضالة والآراء الهدامة المنحرفة والتحذير من الوقوع فيها والتحذير من البدع والفتن والاختلاف والشقاق والنزاع وبيان أثر ذلك على الفرد والمجتمع والدولة بل على الإسلام والمسلمين بعامة. ظاهر الإرهاب * الإرهاب وباء استشرى في العالم أجمع كيف ترون تجربة المملكة في محاربته والتصدي له ؟ - تعد تجربة المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب تجربة رائدة تحظى بتقدير محلي ودولي نظراً لمعالجتها الناجحة عبر جهود أمنية على أسس علمية، وتتمتع المملكة بمكانة سياسية عظيمة نتيجة لقوتها ومبادئها الإسلامية وسياسة حكامها المتزنة والمعتمدة على نصرة الدين الإسلامي وخدمة المجتمع والرقي بمستواه الحضاري، ويعد إرساء الأمن في المملكة من أهم إنجازات الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده أبناؤه حيث ساروا على نهجه في الحفاظ على الأمن ونتج عن هذه السياسة تطور المملكة في شتى ميادين الحياة مع الاحتفاظ بمبادئها وأسسها الدينية والاجتماعية محققة بذلك أعظم معادلة متوازنة بين الأصالة والمعاصرة وقد عانت بلادنا من ظاهرة الإرهاب وتعاونت مع المجتمع الدولي لمكافحته وسنت الأنظمة وتعقبت كل مرتكب ومحرض على الإرهاب.