يجيء الشاعر والأديب عبدالله الزيد محملا بالشعر والبياض يجيء مثل غيمة أنيقة مثقلة بالغيث فينسكب شعره ينابيع في الأرض شاعر مجنح بلغته المتجددة دائما .. وأديب جاد له رؤيته الخاصة تجاه الأشياء عرف بلغته الحصيفة وأدواته الفنية القوية وهو من شعراء الحداثة الذين برزوا في فترة الثمانينات الميلادية شاعر يحمل من الحب والبياض الشيء الكثير.. يؤكد في حوار لعكاظ أن الشاعر حالة لا تتوقف مهما تعرض للإقصاء بقصد مثلما حدث معه في فترة الثمانينات وينتقد أيضا بعض النتاجات الروائية الجديدة للشباب لضعفها ويصدم كثيرا لانحدار مستواها اللغوي وكذلك البلاغي والنحوي والصرفي .. الشاعر الزيد تحدث في عدد من القضايا الأدبية والإبداعية فإلي نص حوارنا معه: • عبدالله الزيد حدثنا عن البدايات ودهشة كتابة القصيدة؟ الشعر ليس له تاريخ محدد هي مراحل اخذ بعضها برقاب بعض ولا شك ان الموهبة هي الأساس ثم تتحول المكتسبات الثقافية إلى موهبة أخرى لكن قد يقول الشخص المبدع الذي يريد أن يكتب سيرته الذاتية مثلا انه في المرحلة كذا او في المرحلة الفلانية وهكذا أما أنا فكتبت الشعر وأنا في المرحلة المتوسطة كبداية وفي المرحلة الثانوية بدأت أول بوادر الموهبة الشعرية تظهر من خلال الإعجاب أيضا والتماهي مع النصوص الجميلة التي نحفظها ثم أحاول ان اكتبها وأقلدها وتقريبا أقول إنه في حدود سن الخامسة عشرة من العمر. • أنت من جيل الثمانينات الميلادية حدثنا عن تلك المرحلة المهمة؟ أنا أعد فعلا من جيل الثمانينات من جيل الثبيتي محمد يرحمه الله وعبدالله الصيخان ومحمد جبر الحربي وعبدالكريم العودة ومجموعة أخرى أطلق على تلك المرحلة نقديا مرحلة الثمانينات خرجت تلك الأسماء ودخلت وتفاعلت في السياق مع الساحة الثقافية العربية في الشعر المعاصر. • واجهتم ردود فعل أخرى من تيار آخر رافض لتجربة الحداثة كيف تمت مواجهتها؟ هناك جانبان لابد ان نضعهما في الاعتبار جانب الإبداع الشعري كما قلت وجانب الاستمرار في الحضور الثقافي والشعرية لا تتأثر بمثل ذلك وتنحسر يبقى الشاعر شاعرا ومبدعا وكاتبا وحاضرا بقصائده لكن أن تحظى هذه المرحلة بالتعتيم او التجاهل او عدم التقدير لكن أنا كأحد شعراء تلك المرحلة مر عابرا، بالنسبة للتجربة الشعرية مستمرة القصائد تنشر وهناك فرق بين التوقف وبين عدم النشر والشاعر الحقيقي لا يتوقف لكن الإقصاء حدث. • من الذي كان يدهش عبدالله الزيد من شعراء تلك المرحلة؟ الحقيقة الشاعر الراحل محمد الثبيتي يرحمه الله هناك تقاطع في كثير من القضايا بيني وبينه وهو يقول ذلك يرحمه الله وكذلك معنا المبدع الدكتور سعيد السريحي كان يتفق معنا في اللغة وفي الانفعال وفي الإبداع أيضا. • هل تتابع المنتج الروائي ومن يعجبك كشاعر وأديب؟ الأديب لابد له أن يتابع الأعمال السردية ولابد ان يتابع المسرح كل هذه مكونات أيضا الرواية في رأيي قريبة من الشعر، ويعجبني الروائي صنع الله إبراهيم وتأثرت كثيرا بروايات عبدالرحمن منيف وهو روائي عظيم ونفتخر به وهو نموذج فريد في الرواية العربية وأقرأ ومازلت لنجيب محفوظ كذلك اقرأ الروايات المترجمة وألوان الأدب ترفد بعضها ولا يشدني كثيرا إنتاج الشباب الآن لدينا في الرواية وأصدم كثيرا في الانحدار في المستوى اللغوي بكافة أصنافه البلاغي والنحوي والصرفي فأنا أصدم كثيرا عندما اقرأ بعض الروايات الفقيرة وفي كثير من الروايات لا أستطيع إكمالها وفي تقديري واحترامي الساحة مليئة بمثل هذا الإنتاج ورغم هذا أنا أشجع على تطوير الأدوات.