الرضا يدل على خلاف السخط و في حديث الدعاء اللهم إني أعوذ بك برضاك من سخطك . فالرضا غريزة و لكن الصبر معول المؤمن ، و رضا العبد عن الله أن لا يكره ما يجري به قضاؤه , و رضا الله عن العبد هو أن يراه مؤتمراً بأمره و منتهياً عن نهيه . و الرضا هو سرور القلب . كان أبو ذر رضي الله عن لا يعيش له ولد , فقيل له : إنك امرؤ لا يبقى لك ولد , فقال: الحمد لله كل ذلك في كتاب , الحمد لله الذي أخذهم بدار الفناء ليدخرهم بدار البقاء . أنواع الرضا : الرضا نوعان : الأول : الرضا بفعل ما أمر الله به و ترك ما نهى عنه , و هذا الرضا واجب قال تعالى : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ. الثاني : الرضا بالمصائب كالفقر و المرض و الذل , فهذا رضا مستحب و قيل أنه واجب , و الصحيح أن الواجب هو الصبر و قد روي في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن استطعت أن تعم بالرضا مع اليقين فافعل , فإن لم تستطع فإن في الصبر خيراً كثيراً ) أحاديث فضل الرضا : أسرع الناس مراً على الصراط , حدثنا الحسين قال : حدثنا عبدالله قال : حدثني محمد بن الحارث الخزار قال : حدثنا سيار قال : حدثنا جعفر قال : حدثنا عبدالصمد بن معقل , عن وهب بن منبه قال : وجدت في زبور داؤود : يا داؤود هل تدري من أسرع الناس مراً على الصراط ؟ الذين يرضون بحكمي ألسنتهم رطبة من ذكري . الراضون لهم منارٌ في الجنة، حدثنا الحسين قال : حدثنا عبدالله قال: حدثني علي بن الحسين العامري قال : حدثني أبو بدر قال : حدثنا عمر بن ذر قال : بلغنا أن أم الدرداء كانت تقول : إن الراضين بقضاء الله الذين ما قضى لهم رضوا به , لهم في الجنة منارٌ ليغبطهم بها الشهداء يوم القيامة ومن ثمرات الرضا انشراح الصدر و انفساح القلب و الطمأنينة لأن ما حصل له هو من الله سبحانه و تعالى هو يجري حياتنا لما هو نافعٌ لنا . الرضا هو جنة القلوب و القناعة و السعادة في الدنيا بها و يجعله في راحة نفسية ورحية دائمة , ف طوبى لمن رضي بما أصابه من الله و صبر على هذا الاجر العظيم . فاسأل الله جل و علا أن يملأ قلوبنا رضاً و أن يرضى عنا رضاً لا يسخط بعده أبداً .