قدمت سيدة الأعمال السعودية روعة ميرة، من خلال ركن سوق أهالينا، في مهرجان جدة التاريخية الثاني «كنا كذا»، أسلوباً جديداً في توثيق التراث الحجازي، في ما يتعلق بالزي الشعبي القديم وبعض الأجهزة والآلات الموسيقية والكهربائية واليدوية المستخدمة في مجتمع جدة سابقاً. وشهد ركن روعة إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان لالتقاط الصور الفوتوغرافية، ليعود بالذاكرة إلى عبق الماضي الأصيل والحديث عن ثقافة وحضارة الأجداد، تلك الفكرة التي مثلت مرجعاً للتعريف بزي أهل جدة منذ عقود من الزمن. وقالت روعة ميرة: «بعد ترشيحي للمشاركة في المهرجان لم أتردد، فقمت بدرس الفكرة، ما جعلني أصل إلى قناعة استخدام الفن الفوتوغرافي في إيصال معلومة عن ثقافة وحضارة أهل جدة في ما يتعلق بالزي القديم، من خلال الصورة»، لافتةً إلى أن الزي الحجازي الجداوي أصبح شبه منقرض من حياة الناس في هذا العصر، ولم يعد مطلباً لهم، «وجدت من خلال هذه الفكرة المساهمة في الحفاظ على تراث وحضارة بالغة». وأضافت أن استخدامها الأمثال الحجازية المتعارف عليها بين أفراد المجتمع الحجازي تضفي على الصورة عنواناً يعود بالذكرى إلى أيام كان لها وقع لدى الأجداد. وفضّلت ميرة أن يكون الديكور الخاص بركنها، الذي حمل عنوان: «روعة التصوير» من ثقافة البيت الحجازي نفسه، لذا وضعت الأدوات التالية «السماور، والسيسم، والكلحلة، والمبخرة، والسجاد، والحنبل». من جهتها، قالت الدكتورة منى أبوسليمان: «ما وجدته لدى ركن «روعة التصوير» يدل على فكر وثقافة اجتماعية حضارية ومهنية عالية في تقديم نتاج حضاري ثقافي فني من قلب المجتمع الحجازي في مدينة جدة، التي تعتبر منبعاً للعلوم والثقافات والتطور الاقتصادي»، لافتة إلى أن استخدام التوثيق الفوتوغرافي السريع للحضارة والثقافة وأصالة الماضي ينم عن تكوين إبداعي مكتمل العناصر. بدورها، أكدت الدكتورة زهراء المعبي أن روعة ميرة وظفت تقنية الصورة وقدراتها الإبداعية وإحساسها العالي في نقل وترجمة تراث أهل جدة برؤية نابعة من معين ثقافي واطلاع بحثي، للحصول على قناعة زوار مهرجان «كنا كذا».