رغم الموقع المتميز لمركز الحصينية شرقي منطقة نجران، الذي يقع على الخط الرابط بين منطقتي نجران والرياض ومفرق محافظة حبونا، إلا أن الهجر والقرى التابعة للمركز لم تحظ بأبسط الخدمات، وتعاني من ضعف شديد في شبكة الاتصالات، مع أن المركز يعد بوابة المنطقة للقادمين من الرياض. وبعد عام من المطالبات المتكررة من أهالي هجر نعمان وزور الحداد وقرا وسايلة غزال بإنشاء برج لتغذية منطقتهم بخدمات الاتصالات، إلا أن فرحتهم لم تكتمل بسبب وضعه في مكان غير مناسب، حيث غمرته السيول التي هطلت على المنطقة قبل خمسة أشهر لوقوعه في مجرى وادي حبونا. أكد الأهالي أنهم أصبحوا يعيشون في عزلة عن محيطهم لحرمانهم من الخدمات الضرورية في عصر الفضاء الواسع الذي تتحكم في مفاصله التقنية الحديثة ومنها تقنية الاتصالات بكافة أنواعها. ويعد تعثر اتصالات المشتركين إحدى الإشكاليات التي يعاني منها الأهالي علاوة على غياب خدمات الإنترنت على الرغم من اشتراكهم فيها، ويأمل سكان هذه الهجر من شركات الاتصالات إعادة النظر في واقع مركز الحصينية الذي يشهد كثافة سكانية عالية. وقال عبدالله آل سليم إنه لم يشفع لأهالي هجر الحصينية أن ينعموا بالكثير من الخدمات ولعل أبرزها خدمة شبكات الاتصالات والإنترنت حيث باتوا بعيدين عن العالم الخارجي بسبب عدم توفر هذه الخدمات لديهم، مضيفا: «لم تكتمل فرحتنا بإنشاء برج قبل حوالي سنة بعد أن غمرته سيول وادي حبونا وذلك بعد أن هطلت الأمطار على منطقة نجران قبل خمسة أشهر»، مشيرا إلى أننا نواجه وعودا وهمية من قبل شركات الاتصالات، مطالبا الجهات المعنية بضرورة التدخل وتوفير هذه الخدمات للأهالي. وأضاف سالم عبدالله: إن الخدمات للأسف لا تواكب الكثافة السكانية العالية التي يشهدها الحي، فأصبح بعيدا عن مسايرة التطور والتكنولوجيا بسبب غياب خدمات الاتصالات عن بعض الهجر، وأصبح الأهالي غير قادرين على مواكبة العالم في ظل التطور الذي تشهده المملكة في هذا المجال، إضافة إلى عدم قدرتهم على إنجاز معاملاتهم الإلكترونية في القطاعات الحكومية بسبب عدم توفر خدمة الإنترنت لديهم، مؤكدا أنهم كانوا يحلمون بشبكة 4G، ولكن الآن أصبح حلمهم توفير برج اتصالات فقط من أجل التواصل مع أقاربهم. وانتقد كل من فايز آل غفين وعبدالله اليامي وصالح الهمامي سوء الخدمات، مشيرين إلى أن هناك ضعفا شديدا في شبكتي الهاتف الجوال والإنترنت في عدد من هجر الحصينية، وأصبحوا لا يستفيدون من هذه الخدمات، فيضطرون لقطع مسافات طويلة لإجراء المكالمات في ظل عدم وجود برج اتصالات. وبينوا أن شركات الاتصالات تتقاضى رسوما منهم مقابل خدمتي الاتصال والإنترنت، رغم رداءتهما أو غيابهما بالكامل، داعلين الجهات المختصة إلى سرعة التدخل وإعادة الخدمة كما يجب.