×
محافظة المدينة المنورة

كلمات الملك ستظل خالدة في قلبي

صورة الخبر

حظي المجلس الوطني الاتحادي إحدى السلطات الدستورية الخمس، منذ عقد أولى جلساته بتاريخ 12 فبراير 1972، باهتمام ودعم لا محدود من قبل المغفور له، بإذن الله تعالى، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. وذلك تجسيداً لنهج الشورى وبلورة قناعته بأهمية مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، وكان يعتبر المجلس إحدى المؤسسات الدستورية، التي من خلالها تترسخ وتتجسد الممارسة السياسية والمشاركة في عملية البناء والتنمية. ويستذكر المجلس الوطني الاتحادي في الذكرى الحادية عشرة لرحيل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد التي تصادف التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، دعمه، رحمه الله، وتوجيهاته وحرصه على افتتاح أدوار الانعقاد العادية للمجلس، والالتقاء بأعضاء المجلس مستمعاً وموجهاً، ومن خلال مشاركته في بعض جلسات المجلس وفي النقاش والتحاور مع الأعضاء، علاوة على استقباله للجان المجلس والوفود البرلمانية الزائرة. المجلس وانطلاق مسيرة الاتحاد وواكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات، منذ تأسيسه في 12 فبراير 1972، مع انطلاق تجربة الاتحاد وأسهم بتوجيه من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، يرحمهم الله، في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية، استهدفت إطلاق طاقات الشباب وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع، عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية، وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي، ما مكن المجلس أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية. وحرص المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تسلمه زمام القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 على أن تأخذ الدولة مكانتها المرموقة بين الأمم، من خلال بناء جميع مؤسساتها، تعزيزاً لمسيرة الاتحاد. دعم لا محدود وكان للدعم اللامحدود الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات، رحمهم الله، لأعمال المجلس وحرصهم على عقد أولى جلساته بعد فترة وجيزة من إعلان قيام دولة الإمارات الأثر الكبير في أن يكون المجلس إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية، فضلاً عن حرصهم على حضور افتتاح الفصول التشريعية المتعاقبة للمجلس. وحدد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس الوطني الاتحادي مهام المجلس ودوره بقوله: في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها ووطنها وترابها تتطلع إليكم، واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية. وشكل هذا الخطاب في يوم مشهود من تاريخ الإمارات، محطة بارزة في مسيرة عمل المجلس، وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء، وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر، من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية. حضور المناقشات وكانت أولى مظاهر التأكيد على اهتمام المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمجلس، وما يقوم به هو حرصه على حضور المناقشات، التي تتناول قضايا وهموم الوطن والمواطنين، وتعد الجلسة الثالثة عشرة من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثاني التي عقدها المجلس يوم 29 أبريل عام 1975 جلسة تاريخية شهدت مشاركته في مناقشات المجلس حول دور وواجبات الأعضاء في التعامل مع قضايا المواطنين. وقال، يرحمه الله: يطيب لي أن أكون بينكم وأتكلم معكم بكل صراحة وأناشدكم الصراحة الكاملة كما يصارح الواحد منا نفسه في خلوته، فيجب على كل فرد منا في دولة الإمارات أن يكون صريحاً من دون تردد مع إخوانه من الرئيس إلى أعضاء المجلس الوطني إلى أفراد الشعب، الإخلاص لا يمكن أن يتحقق من دون صراحة فكيف أن يقول إنسان أنا مخلص .. ومن جهة أخرى يكون مجاملاً هذا غير ممكن، والصراحة مطلوبة بين الأهل والإخوان والأبناء، لأن الصراحة هي الإخلاص وصراحة كل واحد منكم، ومن أفراد الشعب هي واجب وتأتي قبل كل واجب، لأننا ككل في هذه الدولة نعتبر ركاب سفينة واحدة إذا نجت السفينة نجونا، أما إذا غرقت فمن يضمن لنا السلامة. لقاء أعضاء المجلس وكان، يرحمه الله، يحرص على الاجتماع مع رئيس وأعضاء المجلس بعد كل جلسة يحضرها، ويتحدث اليهم ويستمع إلى قضاياهم بروح شفافة يلفها دفء المشاعر وأبوة القائد، إضافة إلى استقباله لجان الرد على خطاب الافتتاح في كل دور انعقاد جديد. وكان يستمع لما يبديه الأعضاء من ملاحظات ونقل هموم المواطنين ويصدر القرارات المناسبة في حينها، أو يحيل المواضيع للجهات المختصة لمتابعتها ومن أبرزها الأمر السامي بإنشاء جامعة الإمارات، وصندوق الزواج ليجسد حرص القائد وتفاعله مع هموم واحتياجات المواطنين. مسيرة متواصلة ويواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هذا النهج منذ تسلمه سلطاته الدستورية الاتحادية رئيساً للدولة في الثالث من نوفمبر 2004، خلفاً لوالده المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وشهد المجلس الوطني الاتحادي في عهد سموه نقلة نوعية تفعيلاً لدوره لتمكينه من ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية، وليكون أكبر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين.