دمشق - وكالات: استهدفت مروحيات النظام السوري مدينة الزبداني في ريف دمشق بنحو عشرين برميلاً متفجراً، وأمطرتها بعشرة صواريخ منذ صباح أمس، بينما أعلنت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بدء معركة جديدة باسم أيام بدر لاسيما في حي جوبر في العاصمة السورية، في حين أعلنت المعارضة السورية المسلحة تقدمها في حلب شمالي البلاد وقتلها عشراتٍ من قوات النظام. وبينما أعلنت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني أن قوات النظام والحزب سيطرت على منطقة الجمعيات في غرب الزبداني، وقالت مصادر من المعارضة: إن المعارك ما زالت مستمرة في المنطقة وبلغت حصيلة قتلى النظام وحزب الله خلال الساعات الـ 24 الماضية قتيلين من حزب الله وخمسة جرحى، إضافة إلى ستة قتلى من جنود النظام بينهم ضابط. وقالت مصادر داخل المدينة: إن قوات النظام تحاول التقدّم من المنطقة المعروفة بالجمعيات، كما نفذ الطيران الحربي السوري منذ الصباح عدة غارات بالبراميل المتفجرة. من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول القوات النظامية مدعومة بحزب الله المدينة، موضحاً أنه جاء إثر عملية عسكرية عنيفة قام خلالها الطيران منذ الصباح "بإلقاء ما لا يقل عن 12برميلاً متفجراً" على الزبداني، بالإضافة إلى قصفها بصواريخ "يعتقد أنها من نوع أرض أرض". وتشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت، وتعتبر إستراتيجية لحزب الله أكثر منها لمقاتلي المعارضة، إذ إن من شأنها أن تسهّل تنقله بين سوريا ولبنان. وبموازاة ذلك أعلنت المعارضة السورية المسلحة تقدّمها في حلب وقتلها عشراتٍ من قوات النظام، وذلك بعد سيطرتها على مبنى البحوث العلمية الذي يعتبر بوابة حيِّ حلب الجديدة، أول أحياء حلب الغربية. وقال القيادي في المعارضة في مدينة حلب إسماعيل ناصيف: إن قواته تستعد لطرد قوات النظام من حلب وتحريرها بالكامل، وأضاف أن العملية أُعد لها بشكل جيد ووضع لها جدول زمني. وتعليقاً على هذا التقدّم في غرب حلب، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط توماس بييريه إنه "التقدم الأول الحقيقي للمعارضين منذ 2013"، حيث هاجمت المعارضة حلب في صيف 2012 وسيطرت على أجزاء واسعة منها، وظلت المدينة منقسمة بين النظام في الغرب والمعارضة في الشرق حتى الآن. وقد أفشلت قوات المعارضة المسلحة في حلب هجوماً مضاداً شنه جيش النظام، بهدف استعادة السيطرة على مبنى البحوث العلمية الواقع غربي المدينة، والذي سيطرت عليه المعارضة الجمعة الماضية. وقال قائد غرفة عمليات فتح حلب ياسر عبد الرحيم: إن الثوار تمكنوا من صد هجوم عنيف قامت به قوات النظام مستعينة بقوات من الشبيحة وحزب الله اللبناني، مضيفاً أن المعارضة تمكنت من قتل العشرات من المهاجمين. وأكد عبد الرحيم على استمرار الأعمال العسكرية حتى استكمال السيطرة على كامل مدينة حلب. ويعتبر مبنى البحوث أحد أبرز المراكز العسكرية للنظام، بعد أن حوله من مركز للبحث العلمي إلى ثكنة عسكرية ومخازن للسلاح والعتاد منذ سيطرة المعارضة المسلحة على مناطق واسعة من الريف الغربي والشمالي لمدينة حلب. كما يوصف بأنه خط الدفاع الأول لمدينة حلب من الجهة الغربية، بحكم جواره لحي حلب الجديدة أحد أكبر الأحياء السكنية الذي يخضع لسيطرة النظام. وفي جبهة جمعية الزهراء - أحد الأحياء الغربية في حلب - تمكنت المعارضة من إحراز تقدّم تمثل في السيطرة على كتل من الأبنية السكنية المجاورة لجامع الرسول الأعظم، والقريب مما تبقى من مبنى المخابرات الجوية.