حظي قطاع الشرطة والأمن في الدولة منذ بداياته وانطلاقته الأولى باهتمام ودعم كبيرين من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ حرص على توفير كل سبل التقدم والتطور لهذا القطاع بما يكفل قيامه بمسؤولياته الأمنية على أكمل وجه، وقد أسهمت جهود المغفور له في إعداد وتأسيس قوة شرطية ذات كفاءة عالية ومتطورة نجحت في حفظ أمن المواطنين والمقيمين، ولعبت دوراً رئيساً في عملية التنمية والتطوير وتعزيز وتدعيم وقيام الاتحاد. توحيد الشرطة تحت مظلة الداخلية وفي نهاية عام 1975 صدر عن المجلس الأعلى للاتحاد قرار بتوحيد الشرطة، وبأن تكون لوزارة الداخلية سلطة الإشراف الكامل والمباشر على جميع الشؤون المتعلقة بالأمن والهجرة والإقامة، ففي البند (أ) من المادة (3) من القانون الاتحادي رقم (12) سنة 1976، تم تعريف قوة الشرطة والأمن واتباعها لوزارة الداخلية بما يلي: قوة الشرطة والأمن هيئة مدنية نظامية يعهد إليها مباشرة بالاختصاصات المبينة في هذا القانون وتتبع وزارة الداخلية>>. ثم صدر قانون بإعادة تنظيم الجهاز الحكومي في إمارة أبوظبي في عام 1977. وكانت مهمة الشرطة في أبوظبي بعد تأسيسها مقتصرة على حماية بعض المواقع مثل قصر الحاكم والأسواق والبنوك التي لم يزد عددها عام 1957 على اثنين فقط، إلى جانب مهام حراسة القوارب القادمة من الدول المجاورة وضبط الأفراد المطلوبين من الحاكم في المنازعات والشكاوى، ومع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الحكم في أبوظبي عام 1966، شهدت الشرطة تطوراً ملموساً للقوة البشرية ومستوى كفاءتها، والإمكانات المادية والفنية. وفي عام 1968 أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بالاستعانة ببعض الضباط العرب من ذوي الخبرة في المجالات الشرطية، كما أصدر المغفور له الشيخ زايد مرسوماً أميرياً رقم 53 لسنة 1968 بترقية الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان قائد الشرطة والأمن العام من رتبة عقيد إلى رتبة لواء، وذلك اعتباراً من 21 ديسمبر 1968. وفي شهر سبتمبر من عام 1969، أرسل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بناء على طلب المغفور له الشيخ محمد بن حمد الشرقي رحمه الله، حاكم الفجيرة آنذاك، قوة أمنية للإمارة تضم مفرزة من الشرطة العاملين بإمارة أبوظبي ليشكلوا نواة شرطة إمارة الفجيرة، ومن تلك اللحظة أصبح لإمارة الفجيرة شرطة نظامية نستطيع أن نقول إنه بها ومعها نشأت الشرطة. بينما تأسست شرطة أم القيوين قبل قيام الاتحاد بأربعة أعوام تقريباً، وبالتحديد في 18 أكتوبر1967، لتنضم إلى الشرطة الاتحادية مع قيام الاتحاد في عام 1971، وحققت تطوراً سريعاً في ظل دولة الاتحاد منذ قيامها وحتى الآن، بما يواكب تطور الخدمات المختلفة في الإمارة والدولة. وفي عام 1971، أنشئت بموجب الوحدة وزارة الداخلية في ظل النظام الفيدرالي الجديد، وتولى أمرها الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، كما تولى حمودة بن علي منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية، وعهد إليهما كذلك بتولي مسؤولية الشرطة في إمارة أبوظبي.