أثار المقال الذي نشره الشاعر العراقي سعدي يوسف على صفحته الفايسبوكية «شواطئ تونس» بُعيد الهجوم الإرهابي على السيّاح الأجانب على شاطئ أحد المنتجعات السياحية في تونس، موجة عارمة من الغضب والاستياء، على اعتبار أنّ الشاعر انحاز في كلماته للقاتل بدلاً من القتيل. ورأى بعضهم في المقال تبريراً لتنظيم داعش، الذي تبنّى هذا العمل الإجرامي، بينما اتهمه بعض آخر بأنه يُبرّر علناً عمل الإرهابي الذي نفّذ الجريمة بدمٍ بارد. قد لا تكون نيّة الشاعر الدفاع عن تنظيم داعش، ولكن كيف له أن يُقارن انتحارياً قتل أبرياء قصدوا شمس المتوسط لتمضية عطلة سياحية مع استشهادية فجّرت نفسها بمسلحين إسرائيليين مدججين بالأسلحة والذخائر؟ أيّ وجه شبه رآه الشاعر الخبير بالصور البديعية، بين القاتل الظلامي وسناء محيدلي؟ علّق كثيرون من الفايسبوكيين على هذا التشبيه الظالم، لكنه أردف قائلاً: «الشبه ليس كبيراً، لكنه وارد». ومن المقال: أقولُ: أكان طالبُ العِلم، سيف الدين رِزقي، يطأ للمرة الأولى في حياته، شاطئاً تونسيّاً؟ ألا شيْ يجمع بينه وبين سناء محيدلي وهي تطأ للمرة الأولى شاطئاً فلسطينيّاً؟ شاطئاً محتلاًّ... بعد أن طردَنا شارون من بيروت، جئنا إلى تونس. أقمتُ سنين في تونس هي من أجمل سِنِي حياتي. لقد كانت خمساً. مرةً كنتُ رفقةَ أستاذٍ كريمٍ للأدب ونقده في الجامعة التونسية. كنا في سيّارته الأودي. مررنا بمنتجَعٍ سياحيّ شبيه برويال مرحبا (شاطئ المجزرة). قال لي الصديق التونسيّ: أتعلم؟ نحن، التوانسة، ممنوعون من دخول الفندق. قلتُ للإدارة: أدفعُ ضِعف ما يدفعه الأوروبي! لكنهم رفضوا! هؤلاء الأوروبيون يحتلّون شواطئنا. لم يعُدْ لدينا بحرٌ. أبقَوا لنا الشواطئَ الملوّثةَ بالمجاري...