لله نحن خليقة بعث النفوس و يردها من ذا الذي لقلوبنا؟ سوى رب يعلم سرها قد ذكر ربي في كتابه حق النساء وقدرها لا يخفى عنا آية قد عدل ربي عندها (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) قد ذكر ربي حينها أنا (من بعض) كلانا من تراب وإلى التراب نعود، قد كان ربي منصفا، والآن ربي فلترى ! رجل لا يستشهد من الدين إلا ما يروق له! ويجعل النصف الآخر منسيا يعلم (الرجال قوامون على النساء) ولكن لا يعلم (رفقا بالقوارير) يعلم (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) وينسى أن يكملها بـ(فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ونسي من السنة (من كانت له امرأتانِ فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) فلترى ربي ذكور لديهم يقين تام بأن النساء (ناقصات عقل و دين) ولكن الأغلب لم يبحث في تفسيرها المنطقي! ونكر أما عانت من أجل أن تربي له كتفيه وعندما ظهر شعر وجهه، صعد هو على كتفها ونعتها بالناقصة! نكروا دورها في تأسيس مجتمع بأكمله، جهدها المبذول في كافة المجالات، دورها كأخت، وزوجة، وابنة ! ولا يخفى عنا المستشهدين في شتى مواقفهم والمبررين اضطهادهم بـ(الرجال قوامون على النساء) ولكنني موقنة أن الأغلب يجهل معنى القوامة الصحيحة وأن الأغلب أدخل في مضمونها مصطلحات رجعية لا تمت للقوامة بصلة! فذلك الذي يبرر عدوانه، وعنفه، وتحكمه المفرط بنساء منزله أنه «قوامة» حتما يجهلها ولا يعلم ماهيتها! أين نحن من رجل كلف بأعباء الرسالة ومع ذلك كان (يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته) كيف أصبح مجتمعي يفارق بينهما كمفارقة الليل والنهار. وكأن الحرام خلق ملتصقا بها والشرف مرافقا له وكأن العيب خلق مرافقا لها وكان للرجل فقط في «جيبه» ! أين نحن من إنصاف الرب، من إنصاف رسوله، وصحابته. لم يكن الصحابة محتكرين العلم، والأخلاق، والصفات الحميدة فقط للذكور. فقد كان للنساء وقعهم التاريخي حينها! وهاهي عائشة رضي الله عنها كانت تحمل من العلم ما لم يحمله ألف رجل ومع ذلك، كان الصحابة يستقون من علمها، لم يستصغروا مكانتها لكونها -أنثى- كونك رجلا ! ذلك لا يكفيك فخرا! ليس من حقك الافتخار بشيء لم تجتهد به لم تخلقه أنت لنفسك لم تعمل عليه بإرادتك ! الفخر كل الفخر لما تٓصنعه أيدينا بغض النظر عن أصلنا، جنسنا، ومن نحن، ومن أين؟ كونك رجلا ! ذلك لا يضمن سمو أخلاقك! الأخلاق: معاملات، تصرفات، وسلوكيات الأخلاق لا تٓقتصر على ذكر دون أنثى! كونك رجلا ! لا يبعدك ذلك من داء السمعة فهي تلامس الجميع، وتصنع لك ما قد تٓصنعه لكل أنثى. نحن وللأسف، بلينا بعبارات عنصرية مفرطة! جعلت من قاعدة (الرجال ما يعيبه شيء) شعارا ظالما تٓسير خلفه العقول برداءة ولا وعي. ولكي نعالج الفجوة التي حكمنا بها عنوة يجب أن نعود لأصلنا كبشر خطائين، مقصرين. نعود لنعلم أنا تساوينا حتى في العذاب والعقاب! ونضع نصب كل عين، قواعد أخرى أكثر واقعية أن (ذكوريتك لا تٓعصمك من الخطأ) وأن ( أنوثتي لا تعني نقصي) !!