أعلن وزیر الخارجیة الايراني محمد جواد ظریف، في رسالة عبر الفیدیو نشرت على موقع التواصل الاجتماعي (اليوتيوب)، انه «علی مجموعة 5+1 ان تتخذ قراراً حساساً وتاریخیا بین الاتفاق او الفرض»، واضاف: «رغم بعض الخلافات المتبقیة خلال هذه الساعات الاخیرة، فانه لم نكن الی هذا الحد قریبین من التوصل الی حل مستدیم، الا انه رغم هذا فلم یكن التوصل الی حل، حاسما وقطعیا». ورأى أن التوصل الی اتفاق بحاجة الی «الشجاعة من اجل المصالحة، والقناعة من اجل المرونة، والنضج من اجل اتخاذ قرارات منطقیة، والتعقل والمنطق من اجل التخلّي عن الاوهام، والشجاعة والتهور من اجل اجتیاز العادات القدیمة». ولفت الى «ان البعض یعتقد بعناد، ان الضغط الاقتصادي والعسكري یؤدي الی استسلام... انهم یظنون ان بوسعهم متابعة اوهامهم علی حساب ارواح واموال الاخرین»، وتابع: «رغم هذا یحدوني الأمل، لانني أری مؤشرات غلبة المنطق علی الوهم، واشعر ان الاطراف المفاوضة امامنا، ادركت اخیرا ان الضغط والتهدید لن یؤدیا ابدا الی حلول دائمة بل یصعدان التوترات والعداوات... انهم شاهدوا ان العدوان الذي قام به صدام (حسين) وحماته علی ایران لمدة 8 اعوام لم یتمكن من اركاع الشعب الایراني الذي صمد لوحده امام كل تلك الدول». واستطرد: «انتبهوا ان اشد انواع الحظر الاقتصادي عشوائیة وظلما ضد بلدي لم یوصلهم الی أي من اهدافهم ومآربهم المعلنة، وفي المقابل، تسبب في إلحاق اضرار بالابریاء واثارة غضب شعب مسالم ومضحٍ، لذلك، اختاروا طاولة المفاوضات، الا انهم یجب ان یتخذوا قرارا حساسا وتاریخیا بین الاتفاق او الفرض». والتقی ظریف، مساء امس، نظیره الامیركي جون كیري. ویأتي اللقاء، وهو الثامن خلال اسبوع، بعد ساعات من المفاوضات السیاسیة بین امیركا واوروبا لصیاغة مسودة قرار مجلس الامن ونص الاتفاق الشامل وملحقاته. وقبيل اللقاء اشاد كيري بما اسماه «الجهود الصادقة» التي تبذلها جميع الاطراف المشاركة في المفاوضات حول الاتفاق النووي مع ايران، وقال: «لدينا بعض القضايا الصعبة، لكن هناك جهود صادقة من قبل الجميع لنكون جادين في ذلك، مع تفهم ضيق الوقت»، واوضح «ان فرق المفاوضين تعمل بجد طوال اليوم لاحراز اقصى حد من التقدم. في جهد هادف وبحسن نية من اجل احراز تقدم. ونحن نحرز تقدما». وأضاف: «لذا، سنواصل العمل الليلة وغدا والاحد. كلانا يرغب في المحاولة لمعرفة ما اذا كنا نستطيع التوصل الى نتيجة». من ناحية ثانية، نقلت وسائل الاعلام الايرانية، رفض عضو في الفریق النووی الایراني المفاوض، الاخبار التي نشرتها بعض وسائل الاعلام الامیركیة بشأن بقاء اجزاء من «برنامج العمل المشترك، سریة» معتبرا تلك الاخبار «عارية عن الصحة»، واوضح «ان مثل هذه الاخبار لا اساس لها اطلاقا، ولن یكون هناك اي جزء من الاتفاق الشامل او برنامج العمل المشترك سریا». الى ذلك، جدّد كبير المفاوضين عباس عراقجي، التأكيد على «الخطوط الحمر» لبلاده، مبينا «ان ايران أكدت بصراحة أن بعض القضايا بالنسبة لها أساسية وتعتبر خطوطا حمرا ودون احترامها لن نتوصل إلى اتفاق. نريد اتفاقا يحترم خطوطنا الحمر والا فنرجح العودة دون التوصل لاتفاق»، واضاف «ان القيود الزمنية لا تعنينا وما نريده هو اتفاق يضمن مطالبنا وخطوطنا الحمر». في غضون ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو امس، إنه يمكن للوكالة إصدار تقرير عن تحقيقها في أبحاث إيران النووية السابقة التي يشتبه في أن لها صلة بتطوير أسلحة نووية بحلول نهاية العام إذا تعاونت طهران. وأضاف للصحافيين بعد محادثات اجراها في طهران الاسبوع الماضي «في ظل تعاون إيران، أرى أن بإمكاننا إصدار تقرير بحلول نهاية العام في شأن تقييم توضيح المسائل المتعلقة باحتمال وجود بعد عسكري» للبرنامج النووي. على صعيد آخر، اكد مساعد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية لشؤون الاعلام العميد مسعود جزائري، ان «التهديدات العسكرية التي تطلقها اميركا هذه الايام ستواجه برد مدمر يجعلها تندم وسيؤدي الى انهيار عجرفة الاميركيين». واشار في كلمة لمناسبة الذكرى السنوية لاسقاط طائرة ركاب ايرانية من قبل فرقاطة «فينسنس» الأميركية عام 1988،الى «ان الادارة الأميركية تقف وراء الجرائم التي ترتكب في المنطقة وضد الشعوب المظلومة في فلسطين والعراق واليمن والبحرين وسائر الدول الاسلامية، وهذه الادارة تسعى من خلال وسائل اعلامها الى قلب الحقائق واظهار بأنها من حماة حقوق الانسان والرائدة في مجال مكافحة الارهاب».