عندما كان الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله – يكرر في كل مناسبة وفي كل ظهور إعلامي مقولته الشهيرة "المواطن رجل الأمن الأول"، لم يكن ذلك من أجل التكرار، بل كان يزرع فينا كمواطنين أن مسؤولية أمن الوطن لا تقع على عاتق رجال الأمن وحدهم، بل هي مسؤولية كل المواطنين في هذه الأرض الطاهرة. عندما أطلق الأمير نايف مقولته الشهيرة وكررها مرارا في كل محفل وطني ومناسبة اجتماعية أو أمنية، كان يهدف إلى بناء استراتيجية أمنية يكون للمواطن دور رئيس فيها، أراد – رحمه الله – أن ينهض كل المواطنين بمسؤولياتهم في حفظ أمن بلادهم واستقرارها وحمايتها من كل من يريد بها الشرور. مررنا في السعودية بعديد من المواجهات مع الإرهاب والفكر الضال وخرجنا منها منتصرين بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل سواعد رجال الأمن وبمساعدة المواطنين ويقظتهم ووعيهم تجاه وطنهم. لا أحد ينسى موجة الإرهاب التي طالت السعودية في أيار (مايو) 2002 وما أعقبها من عمليات إرهابية، ولا أحد ينسى أننا دحرنا الإرهاب والإرهابيين بفضل الله وبسواعد أبنائنا رجال الأمن، والذين واجهوا الفكر الضال مقبلين غير مدبرين. واليوم نمر بتجربة أخرى مع فكر ضال آخر يسعى للإضرار بوطننا وتمزيق وحدتنا الوطنية، وسنخرج منها منتصرين بحول الله وقوته، ولا بد ومع هذه المواجهة الجديدة أن نستذكر مقولة الراحل الأمير نايف "المواطن رجل الأمن الأول". الرقم "990" رقم هاتفي وضعته وزارة الداخلية للإدلاء بأي معلومة تقود للقبض على المطلوبين أمنيا وتقديمهم للعدالة، ومن خلال هذا الرقم يمكن أن يقوم المواطن بدوره كرجل أمن من خلال يقظته والإبلاغ عن أي شكوك تجاه عملية إرهابية أو الإبلاغ عن المطلوبين أمنيا في حال وقعت عينه على أحدهم. يجب أن نحفظ هذا الرقم "990" عن ظهر قلب، ويجب أن نسهم في حفظ أمن بلادنا واستقرارها ومساعدة رجال الأمن في تخليص البلاد والعباد من إرهاب الفكر الضال من خلال الإبلاغ عنهم، تحقيقا لمفهوم "الوطن والمواطنة". لن نقول كما يردد البعض "وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه"، بل سنقول "وطننا نحن من يحميه ونحن من يستحق العيش فيه"، وسننتصر على الفكر الضال وعلى من يدعمه من قوى خارجية بفضل الله – عز وجل – ثم بفضل رجل الأمن الأول ألا وهو المواطن.