حققت الطائرة الشمسية سولار إمبلس 2 المشروع التقني والبحثي المدعوم من شركة مصدر، مساء أمس إنجازاً تاريخياً هو الأول من نوعه في تاريخ البشرية بعبورها المحيط الهادي من مدينة ناجويا اليابانية إلي مدينة هاواي الأميركية بعد طيران مستمر لمدة نحو 5 أيام. ووصلت الطائرة هاواي في تمام الساعة الثامنة و45 دقيقة بتوقيت الإمارات، وكتب الطيار أندريه بورشبيرج قائد الطائرة على موقع الطائرة على الإنترنت حققنا إنجازا تاريخيا لأول مرة في تاريخ البشرية إذ عبرت طائرة تعمل بالطاقة الشمسية المحيط الهادي على مدار نحو 5 أيام بدون التزود بقطرة وقود. وأضافسنحكي للبشرية قريبا العقبات والصعاب التي واجهتنا، ووصلنا هاواي بعد طيران مستمر لمدة 4 أيام و22 ساعة ودقيقة واحدة. وأعرب الشاب المواطن حسن مريشد الرديني، العضو الإماراتي في فريق سولار إمبلس2 الموظف في قسم الاتصالات والتسويق في شركة مبادلة في تصريحات لـالبيان أمس عن سعادته بتحقيق الطائرة إنجازاً تاريخياً بعبورها المحيط الهادي ووصولها إلى أميركا مؤكدا على أن الطائرتين المدنيتين اللتين تصاحبان الطائرة وصلتا إلى هاواي بسلامة وأمان وسيبدأ الفريق الفني المصاحب للطائرة الشمسية والطياران أندريه بور شيبرج وأندريه بيكارد لقاءاتهم مع كبار المسؤولين والعلماء والطلبة الأميركيين للترويج لفكرة الطائرة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وقال: فريق عمل الطائرة سوف ينتهز كل الفرص المواتية له للقاء الباحثين والعلماء وممثلي الشركات العاملة في قطاع الطاقة المتجددة في مدينة هاواي الأميركية وذلك أثناء تواجد طائرة سولار إمبلس 2 في المدينة مثلما حدث في كل المدن التي هبطت فيها طائرة سولار إمبلس 2. رحلة واستغرقت رحلة الطائرة من ناجويا في اليابان إلى هونولولو 118 ساعة قطعت خلالها مسافة 8,261 كم، مسجلة إنجازاً تاريخياً باعتباره أول نجاح من نوعه في عالم الطيران. ويمثل إكمال رحلة الطيران المحفوفة بالكثير من التحديات لعبور أكبر مساحة مائية في العالم تتويجاً لجهود فرق العمل من سولار إمبلس وشركائهم التقنيين والرعاة ومصدر، الراعي المستضيف في أبوظبي، والتي استغرقت 12 عاماً منذ بدايتها تضمنت مراحل دراسات الجدوى والتصميم والتركيب النهائي للطائرة والتجهيزات والاستعدادات التي سبقت انطلاق الرحلة من أبوظبي. وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة مصدر: يسرنا وصول سولار إمبلس2 إلى جزر هاواي بعد قطع مرحلة طويلة وحافلة بالتحديات فوق المحيط الهادي. وكنا نتابع أخبار الرحلة من أبوظبي خطوة بخطوة، وأود هنا أن أثني على القدرات الكبيرة التي أبداها كافة أفراد فريق العمل في مواجهة تحديات الطقس وظروف الطيران الصعبة لمدة خمسة أيام من غير توقف وبالاعتماد فقط على الطاقة الشمسية. إن قطع هذه المرحلة يقدم شهادة جديدة على نضج تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتزايد مجالات تطبيقاتها العملية. ونتمنى لفريق سولار إمبلس 2 النجاح والتوفيق في المراحل المتبقية من الرحلة حول العالم في طريق العودة إلى أبوظبي، خاصة وأنهم يشاركوننا رؤية مصدر في أهمية العمل على بناء مستقبل مستدام. ويذكر أن طائرة سولار إمبلس 2 قد أقلعت عند الساعة 22:03 بتوقيت أبوظبي يوم 28 يونيو من ناجويا بقيادة الطيار أندريه بورشبيرج في محاولة هي الثالثة لفريق الطاقة الشمسية لتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بعبور المحيط الهادي في رحلة دون توقف وبالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط. ومن الجدير بالذكر بأن مركز تحكم الرحلة الذي يتخذ من موناكو مقراً له قد اختار تحويل مسار الرحلة والهبوط في ناجويا في اليابان بعد إقلاع بورشبيرج المبكر من نانجينج في الصين وحفاظاً على أعلى معايير سلامة الطيارين والطائرة في ظل الظروف الجوية السيئة والتي كانت تهدد نجاح المهمة. وفي الساعات التي تلت هبوط الطائرة في ناجويا، تسببت موجات الرياح العاتية في إحداث بعض الأضرار في أجنحة طائرة سولار إمبلس 2 والبالغ طولها 72 متراً. واستغل فريق الطائرة فترة توقف الرحلة لإصلاح الأجنحة في ناجويا لإلهام الطلاب والترويج للابتكار في إرساء مستقبل مستدام وإعداد الطيار بورشبيرج لاستكمال الرحلة الأطول وعبور المحيط الهادي. وخلال تلك الرحلة، تعرض الطيار بورشبيرج الذي كان يجلس في قمرة القيادة بمساحة 3.8 مترات لظروف بدنية هي الأصعب، حيث مثلت هذه الرحلة التحدي التشغيلي والتقني الأصعب للطيار والطائرة وفريق الدعم البالغ عددهم 140 شخصاً. وقام بورشبيرج بمواجهة التحديات والصعوبات أثناء الرحلة كما تمت محاكاتها بشكل موسع قبل الرحلة. وكانت محطة عبور المحيط الهادي هي الثامنة والأصعب ضمن محطات رحلة الطائرة سولار إمبلس 2 والبالغة 13 محطة. وتمكن الطيار بورشبيرج أثناء قيادته للطائرة المجهزة بأربعة محركات كهربائية و17,248 خلية شمسية من التحليق على ارتفاع 8500 متر وشحن بطاريات الطائرة المصنوعة من الليثيوم وتخزين الطاقة من أجل الطيران ليلاً. وكان بورشبيرج على اتصال دائم عبر الأقمار الصناعية مع مركز التحكم خلال الرحلة، والذي يعمل فيه 20 مختصاً ممن كانوا على ترقب لإمكانية حصول كافة السيناريوهات الممكنة للرحلة وقاموا بنقل المعلومات إلى الطيار لتمكينه من اتباع أفضل مسار من أجل نجاح المهمة. وبعد التوقف في جزر هاواي، سيقود الطيار برتراند بيكارد طائرة سولار إمبلس 2 شرقاً صوب مدينة فينيكس في الولايات المتحدة، وستواصل الطائرة رحلتها إلى محطتها التالية في الغرب الأوسط والتي سيتم الإعلان عنها لاحقاً، ثم ستتوقف في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك لتستعد لعبور المحيط الأطلسي متوجهةً إما إلى محطتها التالية في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا قبل إكمال رحلتها التاريخية للوصول إلى المدينة المستضيفة، أبوظبي. ويذكر أن الطائرة غادرت أبوظبي في 9 مارس هذا العام إلى مسقط في سلطنة عمان وأقلعت من هناك في اليوم التالي لعبور بحر العرب. ووصلت الطائرة إلى أحمد أباد في الهند في 10 مارس. وبعد توقف قصير في فرناسي في الهند، أقلعت سولار إمبلس 2 من ماندلاي، ميانمار في 19 مارس بقيادة الطيار برتراند بيكارد. وبعدها أكلمت الطائرة الرحلة الخامسة والأكثر تحدياً في وقتها، حيث وصلت في تشوكينج في الصين في 30 مارس. وتأخرت رحلة الطائرة من تشونكينج إلى نانجينج في الصين بسبب الظروف الجوية غير المواتية. واستغل فريق الطائرة فترة بقائهم في تشونكينج لإلهام آلاف الطلبة وأعضاء المجتمع المحلي من خلال تسليط الضوء على دور الابتكار والتكنولوجيا النظيفة في إرساء مستقبل أكثر استدامة. وهبطت الطائرة سولار إمبلس 2 بقيادة برتراند بيكارد في نانجينج، الصين، في 21 أبريل حيث خضعت الطائرة إلى استعدادات تقنية من أجل رحلة عبور المحيط الهادي الطموحة. وبعد مغادرة نانجينج في 31 مايو في محاولة لعبور المحيط الهادي، قام بورشبيرج بتحويل مسار الرحلة وهبط في ناجويا في اليابان بسبب الظروف الجوية السيئة.