×
محافظة حائل

شرطة حائل تنظّم إفطاراً جماعياً

صورة الخبر

الكاتب والصحفي اليمني أحمد زين في روايته (ستيمر بوينت) يطرح أسئلة مصيرية كثيرة منها ما تكلل بنجاح وإمتاع.. إلا أن العمل اتسم بشكل عام بكثرة الأفكار وربما ببعض "الغصات". موضوع الرواية أو مواضيعها وجودية ومصيرية شاملة. فهي تتناول الانتماء الحضاري والسياسي والسعي إلى الاستقلال والتخلص من الحكم الأجنبي والتنقل بين أفكار العصر المختلفة التي تتبنى بعضها جماعة وطنية لتتمسك بنقيضها جماعة أخرى، فيتحول الصراع على الاستقلال من صراع مع الخارج إلى صراع داخلي بين الفئات المختلفة لمجتمع واحد أو ما يفترض أن يكون مجتمعا واحدا. وردت الرواية في 172 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع في تونس وبيروت والقاهرة. وأحمد زين روائي وصحفي يعمل في جريدة الحياة، وله ما لا يقل عن أربعة أعمال روائية سابقة هي (حرب تحت الجلد) و(أسلاك تصطخب) و(كمن يهش ظلا) و(قهوة أميركية). تنطلق الرواية من 28 نوفمبر سنة 1967 أي قبيل يوم واحد من انتهاء الاستعمار البريطاني لعدن وتعود في أحداثها إلى العقد الرابع من القرن العشرين وتتناول الغارات الجوية الإيطالية على اليمن خلال الحرب العالمية الثانية وأنشطة بريطانيا العسكرية في عدن. اسم الرواية (ستيمر بوينت) هو الاسم الإنجليزي لمدينة التواهي. الاسم الإنجليزي يعني نقطة التقاء البواخر في عدن التي كانت في ذلك الوقت تعرف بأسماء وألقاب منها (جوهرة التاج البريطاني). قد لا يستطيع القارئ التخلص من انطباع أن أحمد زين في كتابة هذه الرواية كان متأثرا إلى حد بعيد برواية سابقة مشابهة وناجحة هي (بخور عدني) للكاتب اليمني علي المقري. ولا بد من العودة إلى "الغصات" التي يبدو للقارئ أن الراوي أصيبت بها. من هذه الغصات عدم الوضوح في الانتقال في الحديث عن شخصية إلى شخصية أخرى، ما يخلق التباسا وصعوبة في الفهم كما أن هناك عدم وضوح في عرض الأفكار. ومن الغصات أو "الهفوات" عدم التأكد من صحة الأسماء التي ترد في النص. ففي حديث زين عن الحياة الفنية في عدن يتكلم عن حضور للمغني الراحل فريد الأطرش ويقول إنه كان يغني على رقصات (ناديا جمال) في حين أن المعروف أن رفيقته في أفلامه كانت سامية جمال. هفوة أخرى تتمثل في الحديث عن شركة (لومال لوك) للسفر والشحن البحري وتحويل الأموال بينما الاسم الصحيح للشركة الشهيرة عالميا هو (توماس كوك). ومن الغصات أيضا الأخطاء اللغوية المتكررة. من أشخاص الرواية سمير وقاسم ونجيب. سمير ليس عدنيا أصلا، لكنه الآن عدني بالانتماء والاختيار، إذ لم يعد يرى أن هناك مجالا للعيش الرائع إلا في عدن التي يعدّها عملا حضاريا إبداعيا مميزا للبريطانيين، ويشعر كأنه بريطاني في مشاعره وخياراته. أما عن نجيب فإنه نقيض كل فكر ليبرالي، فهو مزيج من الماركسية والقومية والحقد الطبقي، ولذا فهو على خصومة شرسة مع سمير الذي يدافع عن الإنجليز وحضارتهم مع أن الاثنين من أفراد مجموعة واحدة من الأصدقاء. كما أن الفتاة التي أحبها سمير بدا أنها في النهاية اختارت الانحياز إلى نجيب غريمه في الحب والفكر السياسي. يقول الناشر عن الرواية "تنسج هذه الرواية التي تنهض على مستويين مواقف مركبة ومربكة: مستعمر (بفتح الميم الأخيرة) يجد نفسه مشدودا إلى المستعمر ومستعمر (بكسر الميم الأخيرة في الكلمتين) يتمرد على تقاليد رسختها إمبراطوريته خلال عقود من الزمن. نص يجمع بين أنا وآخر في متحول يمس سياقه ذاتا بهوية حينا وبلا هوية أحيانا كثيرة ومدينة لم يعرف أحد من سكانها متعددي الأعراق والثقافات والديانات لمن هي على وجه التحديد".